للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[للكبير والحبلى والمرضع والمريض الذي لا يرجى أن يفطروا وعليهم الفدية]

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ (١) هِيَ رُخْصَةٌ للِشَّيْخِ الْكَبِيرِ وَالْمَرْأَةِ الْكَبِيرَةِ (٢) وَهُمَا يُطِيقَانِ الصَّوْمَ أَنْ يُفْطِرَا وَيُطْعَمِا مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِيناً وَالحُبْلَى وَالْمُرْضِعُ إِذَا خَافَتَا أَفْطَرَتَا وَأَطْعَمَتا (٣). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْبُخَارِيُّ في التَّفْسِيرِ. وَلَفْظُهُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هِيَ لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ، هِيَ لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ وَالْمَرْأَةِ الْكَبِيرَةِ لَا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا فَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِيناً.

• وَعَنْهُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: لَا يُرَخَّصُ فِي هذَا (٤) إِلا لِلَّذِي لَا يُطِيقُ الصِّيَامَ أَوْ مَرِيضٍ لَا يُشْفَى. رَوَاهُ النَّسَائِيُّ.

• عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ رَجُلٍ (٥) قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيِّ لِحَاجَةٍ فَإِذَا هُوَ يَتَغَدَّى قَالَ: «هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ (٦)» فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ قَالَ: «هَلُمَّ أُخْبِرْكَ عَنِ


للكبير والحبلى والمرضع والمريض الذي لا يرجى أن يفطروا وعليهم الفدية
(١) فالآيه نسخت بالنسبة للأقوياء كما مر في أصل الصوم، أما بالنسبة للضعفاء فهي باقية معمول بها. وقال ابن عباس: إنها ليست منسوخة بل هي في الضعفاء.
(٢) الطاعنين في السن، وقوله وهما يطيقان الصوم أي بمشقة، وقوله ﴿وعلى الذين يطيقونه﴾ أي بمشقة للروايتين الآتيتين، فللمرأة والرجل اللذين لا يطيقان الصوم لكبرهما أن يفطرا ويطعما عن كل يوم مدا كما عليه الجمهور، أو نصف صاع من البر أو صاعًا من غيره عند الحنفية كما تقدم في كفارة الوقاع، وهذا الإطعام يسمى فدية لأنه افتدى الصيام به، ويسمي كفارة أيضًا، وإذا أخرجا الطعام فلا قضاء عليهما الحديث الدارقطني والحاكم وصححاه: رخص للكبير أن يفطر ويطعم كل يوم مسكينا ولا قضاء عليه.
(٣) فالحبلى والمرضع إذا خافتا ولو على أولادها كما في رواية: أفطرتا وعليهما الفدية كالكبير ولا قضاء عليهما، لقول ابن عباس لأم ولد له حبلى: أنت بمنزلة الذي لا يطيق فعليك الفداء ولا قضاء، رواه البزار وصححه الدارقطني.
(٤) أي الإفطار والفدية إلا للذي لا يطيق الصوم الشخص الكبير، أو لمريض لا يرجى شفاؤه بقول أهل الخبرة.
(٥) هو أنس بن مالك من بني عبد الله بن كعب، وليس أنسًا خادم النبي .
(٦) تعال كل معي.

<<  <  ج: ص:  >  >>