للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: ياَ أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّناَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ فَيَقُولُ: هَلْ رضيتُمْ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَناَ لَا نَرْضَى ياَ رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَناَ مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ (١) فَيَقُولُ: أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا (٢)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

[النار وأبوابها وأوصافها]

قَالَ اللَّهُ جَلَّ شَأْنُهُ: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (٣)﴾.

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ (٤)﴾. وَقَالَ تعَالَى: ﴿وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (٥)﴾. وَقَالَ اللَّهُ تَعاَلَى: ﴿كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى (٦)﴾. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَآ


(١) وهو النعيم الواسع في الجنة الخالدة الذي لم تعطه للكافرين.
(٢) أنزل عليكم نهاية رضائي أبد الآبدين، ولا شكَّ أنهم يجدون لرضوانه لذة لا شيء يعد لها كما يشعر أحد حاشية الملك برضاه عنه فيدوم عظيم سروره، ومعلوم أن السعادة الروحانية أفضل وأعلى من الجسمانية لدوامها بخلاف الجسمانية فإنها عند سببها فقط كالأكل والنكاح والشراب والسماع، نسأل الله رضاه ورضوانه لنا ولجميع المسلمين آمين والحمد لله رب العالمين.

النار وأبوابها وأوصافها
(٣) المكان الأسفل من النار وهو قعرها، ولن تجد لهم نصيرا مانعًا من العذاب عنهم.
(٤) لموعدهم أي الكفار، لها سبعة أبواب أي أطباق لكل باب منها جزء مقسوم نصيب معلوم.
(٥) سبقت هذه الآية.
(٦) ﴿كلا إنها﴾ أي النار ﴿لظى﴾ لأنها تتلظى وتتلهب على الكفار ﴿نزاعة للشوى﴾ جمع شواة وهى جلدة الرأس ﴿تدعو من أدبر وتولى﴾ أي عن الإيمان بقولها: أقبل إليّ أقبل إليّ ﴿وجمع فأوعى﴾ جمع المال وأمسكه في وعائه فلم يؤد حق الله منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>