للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِى وَلَا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لّلْبَشَرِ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (١)﴾. وَقَالَ تَعاَلَى: ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (٢)﴾. وَقَالَ تَعاَلَى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ (٣)﴾. وَقَالَ تَعاَلَى: ﴿كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ (٤)﴾.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «نَارُكُمْ هَذِهِ التِي يُوقِدُ ابْنُ آدَمَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ» قاَلُوا: وَاللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكاَفِيَةً ياَ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فَإِنَّهاَ فُضِّلَتْ عَلَيْهاَ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهاَ مِثْلُ حَرِّهَا (٥)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ (٦).

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهاَ» فَقاَلَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا


(١) ﴿سأصليه﴾ سأدخل الوليد بن المغيرة في ﴿سقر﴾ ﴿وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر﴾ شيئًا من لحمه وعظمه وعصبه ثم يعود كما كان ﴿لواحة للبشر﴾ محرقة له بسرعة ﴿عليها تسعة عشر﴾ ملكا هم خزنتها.
(٢) ﴿إن الأبرار﴾ المؤمنين الصادقين ﴿لفي نعيم﴾ في الجنات ﴿وإن الفجار﴾ الكفار ﴿لفي جحيم﴾ نار محرقة ﴿يصلونها يوم الدين﴾ يدخلونها ويقاسون عذابها يوم الجزاء.
(٣) ﴿من خفت موازينه﴾ بأن رجحت السيئات على الحسنات ﴿فأمه هاوية﴾ مسكنه الهاوية ﴿وما أدراك ما هيه نار حامية﴾ شديدة الحرارة.
(٤) ﴿لينبذن في الحطمة﴾ ليطرحن فيها ﴿وما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة﴾ المسعرة ﴿التي تطلع على الأفئدة﴾ تصل إلى القلوب فتحرقها ﴿إنها عليهم مؤصدة﴾ مطبقة ﴿في عمد ممددة﴾ تكون النار داخل العمد الممدة، نسأل الله السلامة منها آمين. فاتضح مما تقدم أن أبواب النار سبعة وهي: جهنم، والسعير، ولظى، وسقر، والجحيم، والهاوية، والحطمة، ولعل ترتيبها على ذكرها في الحديث السابق في شرح أول الحواميم، ومعلوم أن كل باب من هذه الطبقة من طبقات النار التي أسفلها طبقة المنافقين.
(٥) وفي رواية: كلهن مثل حرها، فنار الآخرة حرارتها أقوى من حرارة نار الدنيا بتسعة وستين مرة، قيل إن جبريل حينما جاء بشرارة من النار لينتفع بها أهل الأرض غمسها في الماء تسعة وستين مرة لتخف حرارتها عليهم ولو غمسها مرة أخرى لطفئت فسبحان الخلاق العظيم.
(٦) ولكن البخاري في التوحيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>