للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالدِّرْعِ السَّابِغِ (١) الَّذِي يُغَيِّبُ ظُهُورَ قَدَمَيْهَا (٢)، وَقَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ أَتُصَلِّي المَرْأَةُ فِي دِرْعٍ وَخِمَارٍ لَيْسَ عَلَيْهَا إِزَارٌ؟ قَالَ: إِذَا كَانَ الدِّرْعُ سَابِغاً يُغَطِّي ظُهُورَ قَدَمَيْهَا (٣). رَوَاهُمَا أَبُو دَاوُدَ (٤).

• عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ حَائِضٍ إِلا بِخِمَارٍ (٥)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ (٦).

تجوز الصلاة في النعل الطاهر (٧)

سُئِلَ أَنَسٌ أَكَانَ النَّبِيُّ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ (٨). رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا أَبَا دَاوُدَ (٩).


(١) هو القميص الساتر للجسم.
(٢) أي يسترهما.
(٣) فالخمار والقميص يستران جميع البدن إلا الوجه والكفين، فهذه عورة الحرة في الصلاة، وبه قال ابن عباس وعطاء والشافعي ومالك وأبو حنيفة، وقال جماعة عودتها ما عدا القدمين وموضع الخلخال وهو رواية عن أبي حنيفة، وقال أحمد وداود إلا الوجه فقط، وقيل بدها كله بدون استثناء، وسبب هذا الخلاف تفاوتهم في فهم معنى قوله تعالى - إلا ما ظهر منها -.
(٤) وقال في الثاني وروي موقوفًا، ولكن قال الحاكم إن رفعه صحيح على شرط البخاري.
(٥) الحائض من بلغت سن الحيض.
(٦) بسند حسن.

تجوز الصلاة في النعل الطاهر
(٧) وأما إذا كان الفعل نجسًا كأن كان من جلد ميتة فلا تصح الصلاة فيه بحال من الأحوال، وتقدم في هذا الباب الكلام على تطهيره مما يصيبه من الأرض.
(٨) فيه جواز الصلاة في النعال الطاهرة، وهو رخصة للتخفيف وليس بقربة؛ لأنه ليس من الزينة لكثرة ملامسته للأرض التي تنافي نظافته، ولأنه لم يواظب عليه لرواية أبي داود وغيره: رأيت النبي يصلي حافيًا ومنتعلًا. ولأنه ليس مطلوبًا لذاته بل لمخالفة الكتابيين لحديث أبي داود والحاكم: "خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولإخفافهم" ولا يخفى أن في نزعه زيادة أدب وخضوع واشتهر في الدخول على بعض الملوك وقال الله تعالى لموسى ﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾ ولا ينبغي للعالم أن يصلى فيه أمام العوام، فإنه يحملهم على التساهل والصلاة بالنجاسة التي لا يطهرها الدلك على رأي الجمهور، وقد جرت الأمة سلفًا وخلفًا على نزعه في الصلاة والاتباع في هذا أحسن.
(٩) فإنه لم يروه لأنس، وإنما رواه لأبي سعيد الذي سبق في خلع النعل في الصلاة، والله الهادي إلى سواء السبيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>