للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «بَيْنَا أَنَا عَلَى بِئْرٍ أَنْزِعُ مِنْهَا إِذْ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ فَنَزَعَ ذَنُوباً أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ (١)» ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ مِنْ يَدِ أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ غَرْباً (٢) فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاس يَفْرِي فَرْيَهُ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنِ (٣). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ جَابِرٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أُرِيَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ صَالِحٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ نِيطَ بِرَسُولِ اللَّهِ (٤) وَنِيطَ عُمَرُ بِأَبِي بَكْرٍ وَنِيطَ عُثْمَانُ بِعُمَرَ». قَالَ جَابِرٌ: فَلَمَّا قُمْنَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ قُلْنَا أَمَّا الرَّجُلُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَرَسُولُ اللَّهِ . وَأَمَا تَنَوُّطُ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ فَهُمْ وُلَاةُ هذَا الْأَمْرِ الَّذِي بُعِثَ بِهِ نَبِيُّهُ (٥). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي بَابِ التَّفْضِيلِ.

[ما رآه النبي وعبره]

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذلِكَ». وَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ. قَالُوا: مَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الدِّينَ (٦) ".


(١) الذنوب: الدلو المتلئ ماء.
(٢) فاستحالت أي تحولت. غربا أي دلوًا عظيما من جلود البقر.
(٣) العبقري الكامل: الحاذق في عمله، والعطن: موضع بروك الإبل بعد شربها، والفرى: العمل الجيد، فأبو بكر أخذ الدلو من النبي فملأها للناس مرتين فتولى الخلافة بعده سنتين، وأما عمر فإنه لما تولى الخلافة انتشر الإسلام وقويت شوكته وكثرت الفتوحات حتى عمهم اليسار وقسموا المسك بالصاع .
(٤) أي علق وربط به.
(٥) ومفاد الحديثين أن أبا بكر وعمر وعثمان ولاة أمر الدين بعده وكان كذلك، وعليّ وإن لم يذكر في هذا الحديث فهو منهم.

ما رآه النبي وعبره
(٦) فاللباس في المنام هو الدين لأن اللباس يحفظ صاحبه من الحر والبرد كالدين يحفظ من عذاب الدنيا والآخرة، فكمال اللباس وحسنه كمال في دينه، ونقصه وقدمه نقص في دينه.

<<  <  ج: ص:  >  >>