للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينبغي الاحتراس وتحسين الظن (١)

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَاماً أَسْوَدَ فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ»؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «فَمَا أَلْوَانُهَا»؟ قَالَ: حُمْرٌ قَالَ: «هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ»؟ قَالَ: إِنَّ فِيهَا لَوُرْقاً، قَالَ: «فَأَنَّي أَتَاهَا ذلِكَ»؟ قَالَ: عَسى أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ قَالَ: «وهذَا عَسى أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ (٢)». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ.

• وَعَنْهُ عنِ النَّبِيِّ قَالَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَدْخَلَتْ عَلَى قَوْمٍ مَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ فَلَيْسَتْ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ وَلَنْ يُدْخِلَهَا اللَّهُ جَنَّتَهُ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ جَحَدَ وَلَدَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ احْتَجَبَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ وَفَضَحَهُ عَلَى رُؤُوسِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٣)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.


= ذهب أمر الجاهلية وبطلت عوائدهم وظهر عليها الإسلام، فالولد للفراش أي لأمه لأنها كانت حرة بخلاف الرقيقة فالولد لسيدها. نسأل الله الستر والتوفيق لما يحب ويرضى والله أعلم.

ينبغي الاحتراس وتحسين الظن
(١) أي بالنسبة للزوجة ومن تحت رعايته من النسوة.
(٢) فهذا الرجل لما وضعت امرأته غلاما أسود وليس السواد لونه ولا لون أمه دخله الشك من امرأته فسأل النَّبِيّ فقال: ما لون إبلك: قال حمر، جمع أحمر، قال: قل فيها أورق، أي في لونه بياض، قال فيها ورق كثيرة، جمع أورق، قال: فمن أين، قال لعله نزعه عرق أي جذبه لون كان في واحد من أصوله، قال وهذا كذلك، فمخالفة اللون لا تدل على أن الولد من الزنا فربما كان لونه في أحد أصوله. وفي المثل العرق نزاع، فينبغي تحسين الظن إلا إذا قويت الشبهة أو تحقق .. وسيأتي: ادرأوا الحدود بالشبهات.
(٣) فأي امرأة جاءت بولد من الزنا ونسبته إلى قوم فليست من الله في شيء أي ليس لها حظ من دينه بل لها النار، وأي رجل انتفي من ولده أعرضي الله عنه وفضحه على رءوس الأشهاد يوم القيامة. نسأل الله السلامة والستر في الدارين.

<<  <  ج: ص:  >  >>