للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ : مَنْ آذَنَ النَّبِيَّ بِالْجِنِّ لَيْلَةَ اسْتَمَعُوا الْقُرْآنَ؟ قَالَ: آذَنَتْ بِهِمْ شَجَرَةٌ (١). وَقِيلَ لِلنَّبِيِّ : مَا بَالُ الْعَظْمِ وَالرَّوْثِ لَا يُسْتَنْجَى بِهِمَا؟ قَالَ: «هُمَا مِنْ طَعَامِ الْجِنَّ، وَإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ

نَصِيبِينَ (٢) وَنِعْمَ الْجِنُّ فَسَأَلُونِي الزَّادَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَلا يَمُرُّوا بِعَظْمٍ وَلَا بِرَوْثَة إِلا وَجَدُوا عَلَيْهِ طَعَاماً (٣)». رَوَاهُمَا الْبُخَارِيُّ فِي الْمَنَاقِبِ.

سورة محمد (٤)

مدنية وهي تسع وثلاثون آية

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ فَقَالَ النَّبِيُّ : «إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً (٥)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٦).

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بِحِقْوِ الرَّحْمنِ فَقَالَ: مَهْ، قَالَتْ: هذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: أَلَا تَرضينَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَال فَذَاكِ (٧)».


(١) هذا في النفر الذي أخبر عنه القرآن. وأما جن الجزيرة فإنهم دعوه عندهم وبات عندهم وكان وحده.
(٢) لعلهم عادوا للنبي مرة أخرى بعد إيمانهم.
(٣) إلا وجدوه أحسن ما كان، فينبغي وضع العظم في مكان طاهر وتركه يسيرًا قبل إلقائه مع الكناسة حتى يطعم منه مؤمنو الجن.

سورة محمد

(٤) سميت بهذا لقول الله تعالى ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾ وتسمى سورة القتال للامر بقتال الكفار فيها.
(٥) وفي رواية: مائة مرة إجابة لأمر الله تعالى. وسيأتي في كتاب الذكر صيغ استغفاره .
(٦) بسند صحيح.
(٧) الحقو الإزار والخصر. والمراد هنا شدة القرب، فلما تم حكم الله في خلقه قامت الرحم - القرابة - فاستجارت بربها، فقال: مه، أي ما مرادك؟ قالت: أقوم أمامك مقام المستجير، قال: يرضيك أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت: نعم، قال: فهذا لك.

<<  <  ج: ص:  >  >>