للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلِلشَّيْخَيْنِ (١): «نُصِرْتُ بِالصَّبَا وأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ (٢)».

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُواْ أَنصِتُواْ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْاْ إِلَى قَوْمِهِم

مُّنذِرِينَ (٣)﴾.

قَالَ عَلْقَمَةُ قُلْتُ لِابْنِ مَسْعُودٍ: هَلْ صَحِبَ النَّبِيَّ لَيْلَةَ الْجِنِّ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟ قَالَ: لَا وَلكِنْ قَدِ افْتَقَدْنَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ بِمَكَةَ فَقُلْنَا اغْتِيلَ أَوِ اسْتُطِيرَ (٤) فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ حَتَّى إِذَا أَصْبَحْنَا إِذَا نَحْنُ بِهِ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ حِرَاءٍ فَذَكَرُوا لَهُ الَّذِي كَانُوا فِيهِ فَقَالَ : «أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَأَتَيْتُهُمْ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ فَانْطَلَقَ فَأَوَانَا آثَارَهُمْ وَأَثَرَ نِيرَانِهِمْ (٥)» وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ: «كُلُّ عظْمٍ يُذْكَرُ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا كَانَ لَحْمَاً وَكُلُّ بَعَرَةٍ أَوْ رَوْثَةٍ عَلَفٌ لِدوابِّكُمْ (٦)» قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «فَلَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا (٧) فَإِنَّهُمَا زَادُ إِخْوَانِكُمُ الْجنِّ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٨).


(١) سيأتي في الجهاد إن شاء الله.
(٢) الصبا كالعصا، وتسمى القبول وهي الريح التي تهب من جهة مطلع الشمس ونصر بها النبي في غزوة الأحزاب، والدبور كالزبور التي تهب من جهة الغرب وبها هلكت عاد.
(٣) ﴿وإذ صرفنا﴾ أملنا ﴿إليك نفرا من الجن﴾ النفر والنفير من ثلاثة رجال إلى عشرة وكانوا هنا سبعة من جن نصيبين بلد باليمن ﴿يستمعون القرآن﴾ منك وأنت نازل بطن نخلة وعائد من الطائف بعد موت أبي طالب وخديجة ولم يكن معه إلا تابعه زيد بن حارثة ﴿فلما حضروه قالوا﴾ بعضهم لبعض ﴿أنصتوا فلما قضى﴾ فرغ النبي من القراءة ﴿ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابًا﴾ قرآنا ﴿أنزل من بعد موسى﴾ وكانوا يهودا فإن الجن فيهم اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأوثان وهم مكلفون كالإنس ﴿مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعي الله﴾ محمدا ﴿وآمنوا به يغفر﴾ الله تعالى ﴿لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم﴾ فأجابوا وأسلم منهم سبعون .
(٤) اغتيل أو استطير أي هل اغتاله أحد أو طار به من بيننا شيء تلك الليلة فيظهر أن هذه غير مرة عوده من الطائف فإنه مكث فيهم شهرًا يدعوهم للإسلام فأبوا فعاد لمكة وسمعه نفر الجن في طريقه كما ورد في الآية.
(٥) وكانوا من جن الجزيرة.
(٦) يذكر اسم الله عليه حين ذبحه أو حين أكله أو حين رميه، والبعرة من ذي الظلف والخف كالإبل، والروثة من ذي الحافر كالحمار.
(٧) بهما أي العظم والفضلة بنوعيها فإنهما زاد إخوانكم فلا تنجسوهما.
(٨) بسند صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>