للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استلام صحف الأعمال (١)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ اقْرَؤُاْ كِتَابيَهْ (٢)﴾ إِنّى ظَنَنتُ أَنّى مُلَقٍ حِسَابِيَهْ (٣) فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (٤) فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (٥) كُلُواْ وَاشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِى الاْيَّامِ الْخَالِيَةِ (٦) وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يلَيْتَنِى لَمْ أُوتَ كِتَبِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يلَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (٧) مَآ أَغْنَى عَنّى مَالِيَهْ هَلَكَ عَنّى سُلْطَنِيَهْ (٨) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِى سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاْسْلُكُوهُ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (٩)، صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِياَمَةِ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ (١٠) فأَمَّا عَرْضَتاَنِ فَجِدَالٌ وَمَعاَذِيرُ فَعِنْدَ ذلِكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ فِي الْأَيْدِي فَآخِذٌ بِيَمِينِهِ وَآخِذٌ بِشِماَلِهِ»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.


استلام صحف الأعمال
(١) فبينما الناس في الموقف وانتهى سؤالهم إذ طارت الصحف من تحت العرش فجاءت كل صحيفة لصاحبها فالسعيد يأخذها بيمينه، والشقي يأخذها بشماله أو من وراء ظهره، نسأل الله الهداية آمين.
(٢) فيقول لجماعته إظهارًا لسروره: خذوا اقرأوا كتابيه.
(٣) إني تيقنت أن الله سيحاسبني.
(٤) أي مرضية.
(٥) قريبة يتناولها القائم والقاعد والمضطجع.
(٦) ويقال لهم ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (٢٤)﴾ أي الماضية في الدنيا.
(٧) يا ليتها أي الموتة في الدنيا كانت القاضية أي القاطعة لحياتي فلا أبعث فأرى هذا.
(٨) ذهبت قوتى وحجتى.
(٩) خذوه يا أهل النار فغلوه اجمعوا يديه إلى عنقه في الأغلال ثم ألقوه في الجحيم ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعًا فأدخلوه فيها بعد إلقائه في النار، زيادة تعذيب له لأنه كان لا يؤمن بالله العظيم.
(١٠) فعرض الناس على الله وقوفهم بين يديه، قال تعالى ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (١٨)﴾ وهذا الموقف له أحوال نظرا لما يجرى فيه؛ فالحال الأولى وقوف الخلائق وهم سكوت، قال تعالى ﴿وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا﴾، وهذه هي أشق الأحوال عليهم حتى يتمنوا الانصراف ولو إلى النار فإذا التجأوا إلى الرسل وشفع النبي محمد لهم عند الله تعالى قبل الله شفاعته وشرع في محاسبة الخلائق وهذه حال ثانية =

<<  <  ج: ص:  >  >>