للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجب صلة الرحم ويحرم قطعها (١)

قَالَ اللهاُ تَعاَلَى: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً﴾.

• عَنْ أَبِي أَيُّوبَ (٢) أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهاِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجِنَّةَّ فَقاَلَ الْقَوْمُ: مَا لَهُ مَا لَهُ (٣) فَقاَلَ رَسُولَ اللَّهِ : «أَرَبٌ مَالَهُ، تَعْبُدُ الله لَا تشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ (٤) ذَرْهَا كأَنَّهُ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ (٥)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَأَنْ يُنْسَاءَلَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ (٦)»، رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ وَلِلْبُخَارِيِّ وَأَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ: «لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلكِنِ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحُمُه وَصَلَها (٧)».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ الرَّحِمَ شِجَنَةٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَقَالَ اللهاُ مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ (٨). رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ


تجب صلة الرحم ويحرم قطعها
(١) المراد بالرحم القرابة وهي أعم مما تقدم فتشمل الأصول والفروع والحواشي قريبة أو بعيدة وإن كان الوعيد الآتي على قطعها لا يتنزل إلا على قطع من وجبت له النفقة كالأصول والفروع.
(٢) هو خالد بن زيد الأنصاري وقيل هو السائل.
(٣) استفهام كرر للتأكيد، وفيه معنى التعجب ولذا قال رسول الله له له أرب وحاجة يسأل عنها فلم التعجب.
(٤) أي تحسن إلى أقاربك بما تيسر لك على حسب حالك وحالهم من إنفاق أو سلام أو زيارة ونحوها.
(٥) ذرها أي الراحلة تسير وكان السائل أخذ بزمامها فأوقفها والنبي على ظهرها.
(٦) البسط: الزيادة، والنسأ: التأخير، والأثر: الأجل، فمن أراد السعة في رزقه والزيادة في عمره فليحسن إلى أقاربه، وكانت صلة الرحم سببا في بسط الرزق لقوله تعالى ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٣٩)﴾ والمراد بزيادة العمر البركة فيه، فيوفق للأعمال الصالحة في سبعين سنة مثلا أكثر من عمل مائة وخمسين سنة.
(٧) فالمكافئ وهو من يعطى نظير ما أخذه لا يسمى واصلا بل الواصل هو من يعطى من قطعه الحديث "ثلاثة من مكارم الأخلاق عند الله: أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك".
(٨) الشجن واحد الشجون وهي طرق الأودية ومنه: الحديث ذو شجون أي يدخل بعضه في بعض،=

<<  <  ج: ص:  >  >>