للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ (١)» قَالَتِ الرَّحِمُ: هذَا مَقاَمُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ (٢) قَالَ: نَعَمْ أَمَا تَ رضينَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى ياَ ربِّ قَالَ: فَهُوَ لَكِ» قَالَ رَسُولَ اللَّهِ : «فَاقْرَؤوا إِنْ شِئْتُمْ» ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ * أَوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

• وَعَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَماَ قُلْتَ فَكَأَنَّماَ تُسِفّهُمُ الْمَلَّ (٣) وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ الله ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذلِكَ (٤).

• عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ (٥) تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ». رَوَاهُماَ مُسْلِمٌ.

• عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنةَّ قَاطِعُ رَحِمٍ (٦)».

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَكَبَرِ الْكَبَائرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ (٧)». رَوَاهُمَا الْأَرْبَعَةُ.

• عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَوْفٍ عَنِ النَّبِيِّ يَقُولُ «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «أنا الله وأنا


=والشجنة: عروق الشجر المشتبكة في بعضها، وهنا الرحم شجنة من الرحمن أي مشتقة من اسم الرحمن تعالى فمن وصلها وصله الله بلطفه وإحسانه.
(١) قضاه وأتمه.
(٢) قالت الرحم بلسان الحال أو المقال هذا أي قيامي هذا مقام المستجير بك من القطيعة فأجابها الله بما ذكر، وتقدم هذا في سورة محمد في التفسير.
(٣) الرماد: الحار تشبيه بما يلحقهم من الألم بما ينال آكل الرماد الحار لإساءتهم إلى من أحسن إليهم.
(٤) ظهير أي ناصر ومعين.
(٥) أي تستجير بربها وربه.
(٦) إن استحله مع علمه بتحريمه، أو لا يدخلها مع السابقين، أو هذا زجر وتنفير.
(٧) أن يسب الرجل والديه أي يتسبب في سبهما، وإنما كان سبهما من أكبر الكبائر لأنه عقوق وإساءة وكفران لحقهما الذي هو الإعظام والإكبار وتمام الإحسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>