للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يكره في السلام (١)

• عَنْ أَبِي جُرَيَ الْهُجَيْمِيِّ (٢) قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ ياَ رَسُولَ اللَّهِ فَقاَلَ: «لَا تَقلْ عَلَيْكَ السَّلَامُ فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى (٣)»، رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ (٤)، وَزَادَ التِّرْمِذِيُّ ثمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: «إِذَا لَقِيَ الرَّجُلُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَلْيَقلِ السَّلَامُ عَلَيْكمْ وَرَحْمَة اللَّهِ».

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : سَلَّمَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ وَهُوَ يَبُولُ فَلَمْ يَرُدَّ (٥) رَوَاهُ

التِّرْمِذِيُّ (٦) وَأَبُو دَاوُدَ.

• عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «ليْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِناَ، لَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلا بِالنَّصَارَى فَإِنَّ تَسْلِيمَ الْيَهُودِ الْإِشَارَةُ بِالْأَصَابِعِ وَتَسْلِيمَ النَّصَارَى الْإِشَارَةُ وَلا بِالاكفِّ (٧)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.


ما يكره في السلام
(١) أي بيان ما يكره في السلام.
(٢) جريّ الهجيمى بالتصغير فيهما نسبة إلى الهجيم بن عمرو بن تميم، واسمه جابر بن سليم.
(٣) فعليك السلام تحية الموتى في كلام كثير من العرب كقول بعضهم:
عليك سلام الله قيس بن عاصم … ورحمته ما شاء أن يترحما
وكقول من رثى عمر :
عليك سلام من أمير وباركت … يد الله في ذاك الأديم الممزق
(٤) بسند صحيح.
(٥) لأنه في حال لا تسمح بالرد ويقال عليه كل مشتغل بشيء كصلاة وقراءة وذكر وطهارة ومن يكلم إنسانا ومن هو في صنعته أو زراعته فلا يجب عليهم الرد لأن إلقاء السلام عليهم مكروه وكذا السلام على من يأكل مكروه إلا من الجائع فإنه يسلم ليطلب للأكل.
(٦) بسند صحيح.
(٧) فلو سلم باللسان وقرنه بإشارة اليد فلا شيء فيه لأن المكروه الإشارة فقط كعمل أهل الكتاب، ومثلها ما جرت به عادتهم من قولهم نهارك سعيد أو ليلتك سعيدة بخلاف صباح الخير ومساء الخير ولكنهما لا يقومان مقام السلام فاتضح من هذا أن السلام بالإشارة فقط والسلام على المشتغل بشيء ولفظ عليك السلام كلها مكروهة فلا يجب الرد والله أعلم وعلمه أتم وأكمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>