للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• وَعَنْهُ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ إِذْ أُتِيَ بِجُمَّارِ نَخْلَةٍ (١)، فَقَالَ النَّبِيُّ : «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ الْمُسْلِمِ» وَفِي رِوَايَةٍ: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا حَدِّثُونِي مَا هِيَ؟» فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي فَظَنَنْتُ النَّخْلَةَ وَأَرَدْتُ أَن أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا عَاشِرُ عَشَرَةٍ أَنَا أَحْدَثُهُمْ فَسَكَتُّ فَقَالَ النَّبِيُّ : «هِيَ النَّخْلَةُ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَطْعِمَةِ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الْأَمْثَالِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

فضل عبد اللَّه بن مسعود (٢)

• عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: ذَكَرُوا ابْنَ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ (٣) مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَبَدَأَ بِهِ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأَبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذٍ بْنِ جَبَلٍ». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

• عَنْ أَبِي مُوسى قَالَ: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ الْيَمَنِ


(١) الجمار - كرمان - قلب النخلة، ولما قال رسول الله : إن من الشجر شجرة كالمسلم أي في الاستقامة وفى موتها بقطع رأسها، وفى النفع بكل أجزائها لم يفهم الجواب إلا ابن عمر وما منعه من التكلم إلا الحياء لصغره. ففيه دليل على فضله وشدة ذكائه وكثرة حيائه وأرضاه وحشرنا في زمرتهم آمين.

فضل عبد الله بن مسعود
(٢) عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس يجتمع مع النبي في مدركة فليس من قريش، وأمه هذلية من فخذ أبيه، أسلم ابن مسعود قديما فكان سادس ستة، وهاجر الهجرتين وصلى إلى القبلتين، وشهد بدرا والحديبية وشهد له رسول الله بالجنة، وكان نحيفا قصيرا يكاد طوله يوازى جلوس الرجل الطويل، وكان أعبد الناس وأورعهم وأقرأهم لكتاب الله، توفى سنة ٣٢ من الهجرة عن بضع وستين سنة ودفن بالبقيع وصلى عليه عثمان وأرضاهم وحشرنا في زمرتهم آمين.
(٣) استقرئوا القرآن أي خذوه عن هؤلاء الأربعة فإنهم حفظوه وأتقنوه لتفرغهم له أكثر من غيرهم وإلا فكل صحابي أهل للأخذ عنه، وابن مسعود مهاجرى والثلاثة أنصاريون . وسيأتى فضلهم في الأنصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>