للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَكُنَّا حِيناً وَمَا نَرَى ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُمَّهُ إِلا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِهِمْ وَلُزُومِهِمْ لَهُ (١). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنَ النَّبِيِّ حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً أَقْرَبَ سَمْتاً وَهَدْياً وَدَلا (٢) بِالنَّبِيِّ مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَزَادَ: حَتَّى يَتَوَارَى مِنَّا فِي بَيْتِ وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ هُوَ أَقْرَبُهُمْ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى.

• عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ الشَّامَ (٣) فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيساً صَالِحاً، فَرَأَيْتُ شَيْخاً مُقْبِلًا (٤) فَلمَّا دَنَا قُلْتُ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ اسْتَجَابَ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: أَفَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ وَالْمِطْهَرَةِ (٥)، أَوَ لَمْ يَكُنْ فِيكُمْ الَّذِي أُجِيرَ مِنَ الشَّيْطَانِ (٦)، أَوَ لَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ (٧)، (قَالَ ذلِكَ الشَّيْخُ) كَيْفَ قَرَأَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، فَقَرَأْتُ وَللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، قَالَ الشَّيْخُ: اقْرَأَنِهيَا النَّبِيُّ فَاهُ إِلَى فِيَّ فَمَا زَالَ هؤُلَاءُ حَتَّى كَادُوا يَرُدُّونِي (٨). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.


(١) أي هاجرت إلى المدينة أنا وأخي، هو أبو بردة أو أبو رهم فكنا حينًا أي مكثنا زمنًا طويلا ونحن نظن أن ابن مسعود وأمه من أهل البيت لكثرة ترددهم على بيت النبي .
(٢) السمت: الهيئة الحسنة، والهدى: الطريقة والمذهب، والدل: السيرة والحال والهيئة، فلم يكن شبيه بالنبي في هذا إلا ابن مسعود وكان يتوارى منهم في بيته وهم يعلمون أنه أقربهم إلى الله تعالى.
(٣) أي دمشق فصليت ركعتين في المسجد ودعوت الله بجليس صالح.
(٤) هو أبو الدرداء .
(٥) صاحب النعلين والوساد أي المخدة، والمطهرة أي الذي كان يحملهن للنبي كثيرا هو ابن مسعود .
(٦) هو عمار بن ياسر .
(٧) هو حذيفة بن اليمان ، أعلمه النبي بأسماء المنافقين وصفاتهم.
(٨) أي كما يقرؤها ابن مسعود أقرأنيها النبي ولكن ما زال أهل الشام بي حتى كادوا يردونني إلى قراءتهم التى فيها ﴿وما خلق الذكر والأنثى﴾ ومعلوم أن القراءتين صحيحتان ولكن تمسك كل بما سمعه .

<<  <  ج: ص:  >  >>