(٢) قوله حتى تسمع من الآخر، هذا هو العدل، وبه يتبين الحق كما قال فإنه أحرى أي جدير أن يظهر لك الحق. قال فما شككت في قضاء بعد، أي بعد دعائه ﷺ، وفيه أنه يحرم على القاضي أن يحكم قبل سماع حجة الخصمين ولو حكم كان باطلا ووجب نقضه ولا بأس من مناقشتهما فإن الحق يظهر من ثناياها قال علي ﵁: إذا أتاك أحد الخصمين وقد فقئت عينه فلا تحكم له لعل الآخر قد فقئت عيناه. رضي عنه وعن آل بيت رسول الله ﷺ.
البينة على المدعى واليمين على من أنكر (٣) البينة هي الشهود الذين يثبت بهم الحق، وسموا بينة لأن الحق يبين ويظهر بهم. (٤) فلو أجيب كل أحد في دعواه لادعى قوم على غيرهم بدماء وأموال ظلمًا وعدوانًا. ولكن العبرة بيمين المدعى عليه إذا لم تكن للمدعى بينة وإلا حكم بها الحاكم. وفي رواية» قضى النبي ﷺ باليمين على المدعى عليه». (٥) حضرموت موضع بأقصى اليمين وكندة قبيلة باليمن، فالحضرمي والكندي جاءا للنبي ﷺ يختصمان في أرض فقال الحضرمي: إن هذا غلبني وأخذ أرضي، فقال الكندى: هي أرضي في يدي أزرعها ليس له فيها حق، فطلب النبي ﷺ من الحضرمي البينة فقال: ليس لي بينة. قال: فلك عليه اليمين. فقال يا رسول الله: إنه فاجر يفعل كل قبيح. قال: ليس لك عليه إلا اليمين.