للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القسم الرابع في الأخلاق والسمعيات (١)

كتاب البر والأخلاق (٢)

وفيه ثلاثة أبواب وخاتمة

الباب الأول في أنواع البر (٣)

• عَنِ النَّوَّاس بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ: الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَاْلْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ (٤)، رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ.


كتاب البر والأخلاق
(١) السمعيات: هي الأمور التي سمعناها عن الشارع من البعث والحشر وأحوال القيامة كالميزان والصراط والحوض والجنة والنار، وستأتي مبسوطة إن شاء الله.
(٢) الأخلاق جمع خلق وهو ما جبل عليه الإنسان من خير وشر، والمراد بيان الذميم منها والكريم فيجتنب الأول ويتصف بالثاني.
(٣) البر يكون بمعنى حسن الصحبة والعشرة، وبمعنى الطاعة، وبمعنى اللطف، وبمعنى الصلة والمبرة، فالبر اسم جامع لكل خير، كما أن الإثم اسم جامع لكل شر، قال الله تعالى ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (١٧٧)﴾.
(٤) فالإثم ما تردد في الصدر ولم يطمئن له القلب وكرهت أن يراه الناس، والبر: حسن الخلق، وأحسن ما قيل فيه: إنه فعل الواجبات والبعد عن المحرمات والبشاشة مع الناس والإحسان إليهم، وقال وابصة بن معبد: أتيت رسول الله أسأله عن البر فقال: جئت تسأل عن البر؟ قلت: نعم، قال: البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك، ومرماه كحديث الكتاب والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>