للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضل معاوية بن أبي سفيان (١)

• عَنْ أَبِي مُلَيْكَةَ قِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ فَإِنَّهُ مَا أَوْتَرَ إِلا بِوَاحِدَةٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَصَابَ إِنَّهُ فَقِيهٌ (٢). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

• عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِياً مَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ (٣)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.


فضل معاوية بن أبى سفيان
(١) هو ابن أبى سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الجد الثالث للنبي ، وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أسلم هو وأبوه وأمه وأخوه يزيد في فتح مكة، وكان معاوية يقول إنى أسلمت يوم الحديبية ولكنى كتمت إسلامى عن أهلى حتى أسلموا في الفتح، وكان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم ومن الطبقة الأولى في غنائم حنين، ولكن حسن إسلامهما بعد، فكان معاوية من كاتبى الوحى للنبي ، وكان واليًا على الشام لعمر وعثمان عشرين سنة؛ وولى الخلافة من بعد الحسن إلى سنة ستين وكان أبيض جميلا وعالمًا كبيرا وذا رأي وحلم واسع، توفى بدمشق سنة ستين عن اثنتين وثمانين سنة أو ثمانية وسبعين. ورضى عنه آمين.
(٢) فمعاوية صلى العشاء والوتر بعدها واقتصر على ركعة واحدة، فاعترض عليه كريب مولى ابن عباس وقال: ألا تكلم معاوية الذي اقتصر في الوتر على واحدة قال ابن عباس: لا تنكر عليه فإنه فقيه وقد أصاب السنة وصحب رسول الله ، وتقدم الكلام على الوتر في الصلاة.
(٣) اللهم اجعله مهديا أي على الهدى وهاديا واهد به أي عبادك، فيه إشارة إلى الإمارة ومزيد فضل لمعاوية وأرضاه، ولا يرد ما وقع بينه وبين علي فإن عليًا وإن كان على الحق فمعاوية كان مجتهدا وأخطأ. وتقدم في كتاب الإمارة: إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر. ولا يجوز الخوض فيهم لأنهم أصحاب النبي . ويعجبنى جواب عمر بن عبد العزيز لمن سأله عما وقع بين علي ومعاوية فقال: تلك دماء طهر الله أيدينا منها فلا نخوض فيها بألسنتنا. ورضى عنهم. آمين

<<  <  ج: ص:  >  >>