للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خاتمة في سعة رحمة الله تعالى]

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ (١) فَسَأَكْتُبُهَا (٢) لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَالَّذِينَ هُم بِئَايَتِنَا يُؤْمِنُونَ (٣). وَقَالَ تَعَالَى: ﴿قُلْ يعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾ (٤) ﴿لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ﴾ (٥) ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (٦).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتاَبِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي» (٧).

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعُقُوَبَةِ (٨) مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ. وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنِطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ (٩)».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ وَأَنْزَلَ فِي الْأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا فَمِنْ ذلِكَ الْجُزْءِ تَتَرَاحَمُ الْخَلَائِقُ حَتَّى تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تصِيبَهُ».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهاَ رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائمِ وَالْهَوَامِّ فَبهِاَ يَتَعَاَطَفُونَ وَبِهاَ يَتَرَاحَمُونَ وَبِهاَ تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا وَأَخَّرَ اللَّهُ


خاتمة في سعة رحمة الله تعالى
(١) عمت كل شيء في دار الدنيا فإنها عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر.
(٢) أي أخصها.
(٣) جزاء على إيمانهم وما قدموه في دنياهم.
(٤) بكثرة العصيان.
(٥) لا تيأسوا منها.
(٦) إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب إليه ولا يبالي إنه هو الغفور الرحيم.
(٧) وفي رواية تقدمت في الإيمان بالقدر من كتاب الإيمان: إن رحمتي سبقت غضبى، فالرحمة وهي الإحسان الإلهي سابق على كل شيء وأوسع من كل شيء.
(٨) من غير نظر للرحمة.
(٩) من غير نظر للعقاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>