للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا حول ولا قوة إلا بالله من كنوز الجنة (١)

• عَنْ أَبِي مُوسى قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ فِي عَقَبَةٍ أَوْ قَال فِي ثَنِيَّةٍ (٢) فَلَمَّا علَا عَلَيْهاَ رَجُلٌ نَادَى فَرَفَعَ صَوْتَهُ لَا إِلهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبِرُ قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ عَلَى بَغْلَتِهِ قَالَ: «فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا (٣)» ثُمَّ قَالَ: «ياَ أَبَا مُوسى أَوْ ياَ عَبْدَ اللَّهِ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ (٤)»؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ (٥)»، رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ وَلِلتِّرْمِذِيِّ (٦): «مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ يَقُولُ لَا إِلهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِلا كُفِّرَتْ عَنْهُ خَطاَياَهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».

• عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنَّ أَبَاهُ دَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ يَخْدِمُهُ قَالَ: فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ وَقَدْ صَلَّيْتُ فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ (٧) وَقَالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى باَبٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ» قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ (٨)».


= لمعرفة العدد المطلوب كما سبق في الذكر عقب الصلاة من كتاب الصلاة وكما يأتي في الذكر والتسبيح عقب الصلاة، ومن هذا اتخذوا السبحة فإن النبي أقر العد على النوى فالسبحة أولى فهي جائزة بل مستحبة لأنها أسهل وأضبط للعد من غيرها والله أعلم.

لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة
(١) فثواب الدعاء بها عظيم كبير نفيس في الجنة، كالشيء النفيس الذي يكز تحت الأرض حرصًا عليه لعزته.
(٢) العقبة والثنية: الطريق في الجبل.
(٣) فكانوا في سفر مع النبي وكلما مروا على عقبة رفع رجل منهم صوته بقوله: لا إله إلا الله والله أكبر، فقال رسول الله : إن ربكم الذي تعبدونه ليس بأصم ولا غائبا بل هو حاضر معك وسامع لأقوالكم فاخفضوا صوتكم بعبادته.
(٤) كلمة عظيمة جدا كأنها من كنز الجنة.
(٥) لا حول أي لا تحول عن المعصية ولا قوة على الطاعة إلا بعون الله تعالى، فضمونها التسليم والاعتراف لله بأنه وحده الفاعل المختار.
(٦) بسند حسن.
(٧) القائل ذلك هو قيس بن سعد الذي كان يخدم النبي ولعله كان مضطجعًا حين ضربه النبي .
(٨) فهي كالباب الموصل للجنة لمن يكثر منها وهي كالكنز أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>