للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَمِينِهِ (١) رَوَاهُمَا أَصْحَابُ السُّنَنِ (٢).

• عَنْ جُوَيْرِيَةَ (٣) أَنَّ النَّبِيَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا (٤) ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فاَرقْتكِ عَلَيْها»؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ : «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِماَ قُلْتِ مُنْذ الْيَوْمِ، لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضاَ نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمدَادَ كَلِمَاتِهِ (٥)»، رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا الْبُخَارِيَّ.

وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى امْرَأَةٍ (٦) وَبَيْنَ يَدَيْهاَ نَوًى أَوْ حَصًى تسَبِّحُ بِهِ فَقَالَ: «أُخْبِرْكِ بِماَ هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هذَا أَوَ أَفْضَلُ: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الْأَرْضِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ بَيْنَ ذلِكَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ (٧) وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِثْلُ ذلِكَ (٨) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلُ ذلِكَ وَلَا إِله إِلا اللَّهُ مِثْلُ ذلِكَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ مِثْلُ ذلِكَ (٩)»، رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ.


(١) أي بعد كلمات التسبيح ونحوها على أصابع يده اليمنى أو على أنامل الأصابع.
(٢) الأول بسند صالح والثاني بسند حسن.
(٣) جويرية هذه كان اسمها برة فغيره النبي بجويرية تصغير جارية بنت الحارث زوجة النبي.
(٤) مصلاها الذي صلت فيه الصبح.
(٥) عدد خلقه أي مخلوقاته، ورضا نفسه أي أسبحه كثيرا حتى يرضي ربنا تعالى، وزنة عرشه أي كثيرا بحيث لو جسم لوزن العرش، ومداد كلماته أي كثيرًا حتى يوازي مداد كلمات الله تعالى ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾ وهذه هي الكلمات الأربع، ولا شك أن الواحدة منهن أكثر عددا من سبحان الله فقط، فتكون الحسنات عليها بقدر عددها.
(٦) امرأة من محارمه أو زوجاته الطاهرات ، وأمامها نوي تمر أو حصي تسبح به أي تعد عليه التسبيح.
(٧) أي ما سيخلقه في المستقبل إلى نهاية الدنيا.
(٨) والله أكبر بمثل هذا وهو عدد مخلوقات السماء والأرض وما بينهما وما سيخلقه الله تعالى، وكذا يقال في الباقي بعده.
(٩) فهذه الأحاديث تفيد أن العبادة بألفاظ ذات أعداد كثيرة أفضل، وأن عد التسبيح ونحوه مستحب=

<<  <  ج: ص:  >  >>