للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَغْسِلُ ابْنَتَهُ فَقَالَ: «اغْسِلْنَهَا ثَلَاثَاً أَوْ خَمْساً أَوْ أَكّثَرَ مِنْ ذلِكِ (١) بِمَاءٍ وَسِدْرٍ (٢)، وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُوراً (٣)، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي (٤)» فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ فَقَالَ: «أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ (٥)». وَزَادَتْ فِي رِوَايَةٍ: فَضَفَرْنَا شَعْرَهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ وَأَلْقَيْنَاهَا خَلْفَهَا (٦). وَفِي رِوَايَةٍ: «اغْسِلْنَهَا وِتْراً ثَلَاثاً أَوْ خَمْساً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكِ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذلِكِ (٧)». رَوَاهُ الخَمْسَةُ.

الشهيد لا يغسل ولا يصلى عليه (٨)

• عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ (٩) ثُمَّ يَقُولُ: «أَيُّهُمَا أَكْثَرُ أَخْذاً لِلْقُرْآنِ (١٠)؟» فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ (١١) وَقَالَ: «أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هؤُلَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ (١٢)» وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ (١٣) وَلَمْ يُغَسَّلُوا وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ (١٤). رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا مُسْلِماً.


(١) اغسلنها: أمر، وهو للوجوب في الغسلة الأولى، وللندب في الإيتار حملا للفظ على معنييه.
(٢) ما يوضع في الماء لإزالة القذر سريعا ولنقاء المغسول. والمراد السدر ونحوه كالخطمي والصابون في كل غسلة، وينهى عن أخذ شيء من جسده كشعر وظفر.
(٣) واجعلن في الغسلة. الآخرة شيئًا من الكافور، فبه تنفر الهوام ويتصلب الجسم وفيه إكرام للملائكة.
(٤) أعلمنني.
(٥) الحقو بالكسر والفتح وسكون ثانيه: إزاره الشريف وقال: ألبسوها إياه أولا؛ لتحصل لها بركته.
(٦) فمن كان له شعر فإنه يمشط ويعمل به كعادته حيا.
(٧) فالمطلوب تكرير الغسل حتى ينظف الجسم، والإيتار مندوب. والله أعلم.

الشهيد لا يغسل ولا يصلى عليه
(٨) الشهيد هو المقتول في معركة الكفار ولو كان يخدم المقاتلين بجلب ماء ونحوه ولو كان امرأة أو رقيقًا أو صبيًا.
(٩) وأحد بضمتين جبل بقرب المدينة كانت به معركة مشهورة ستأتي في الجهاد إن شاء الله فكان النبي يكفن الاثنين في ثوب زيادة على ملابسهم التي لا تستر كل الجسم، أو يقسمه ويلف كل واحد بقطعة منه للضرورة.
(١٠) حفظًا له.
(١١) إلى القبلة.
(١٢) أنهم بذلوا أرواحهم الله تعالى.
(١٣) لأنهم يأتون يوم القيامة وجروحهم تسيل بلون الدم وريح المسك، وهذا شعار المجاهدين وشرفهم العالى فلا يغسل الشهيد، ولا يزال دمه، أما نجاسته بغير ذلك فتجب إزالتها.
(١٤) وعدم غسلهم باتفاق=

<<  <  ج: ص:  >  >>