للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَى عَاتِقِهِ فَقَالَ رَجُلٌ: نِعْمَ الْمَرْكَبُ رَكِبْتَ يَا غُلَامُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «وَنِعْمَ الرَّاكِبُ هُوَ (١)». رَوَى التِّرْمِذِيُّ هذِهِ الْعَشَرَةَ (٢).

فضل عبد اللَّه بن العباس (٣)

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ضَمَّنِي النَّبِيُّ إِلَى صَدْرِهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ (٤)» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• وَعَنْهُ قَالَ: دَعَا لِيَ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يُؤْتِينِي الْحِكْمَةَ مَرَّتَيْنِ (٥). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.

• وَعَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ دَخَلَ الْخَلَاءَ فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءاً (٦) فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ: «مَنْ وَضَعَ هذَا؟» قُلْتُ: ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: «اللَّهُمَّ فَقِّهِهُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


(١) فالمركب والراكب خير الناس صلى الله عليهما وسلم.
(٢) الثلاثة الأخيرة بأسانيد غريبة، والثلاثة الأول بأسانيد صحيحة، وما بينهما بأسانيد حسنة والله أعلم.

فضل عبد الله بن العباس
(٣) ولد ابن العباس قبل الهجرة بثلاث سنين وحنكه النبي بريقه وسماه ترجمان القرآن، وكان طويلا جسيما أبيض وسيما صبيح الوجه، قال فيه عمر بن الخطاب: عبد الله فتى الكهول، له لسان سيول، وقلب عقول، وقال مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت: أجمل الناس، فإذا تكلم قلت: أفصح الناس، فإذا تحدث قلت: أعلم الناس، وفي أواخر عمره كف بصره وتوفي بالطائف سنة ثمان وستين، وهو ابن سبعين سنة وصلى عليه محمد بن الحنفية أجمعين.
(٤) الحكمة هي العلم النافع والعمل به، وقال الشافعي : الحكمة هي السنة النبوية لقوله تعالى ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾.
(٥) فالنبي دعا له مرتين أن يؤتيه الله الحكمة، ودعاء النبي مقبول.
(٦) وضعت له وضوءًا أي ماء يتوضأ به فلما خرج ورآه قال: اللهم فقهه، أي علمه الفقه في الدين، وفى رواية قال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل، فكان أعلم الناس بالقرآن الكريم، وهذه أحسن دعوة فإن من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين. نسأل الله العلم والعمل به واليقين آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>