(٢) الثلاثة الأخيرة بأسانيد غريبة، والثلاثة الأول بأسانيد صحيحة، وما بينهما بأسانيد حسنة والله أعلم.
فضل عبد الله بن العباس ﵄ (٣) ولد ابن العباس ﵁ قبل الهجرة بثلاث سنين وحنكه النبي ﷺ بريقه وسماه ترجمان القرآن، وكان طويلا جسيما أبيض وسيما صبيح الوجه، قال فيه عمر بن الخطاب: عبد الله فتى الكهول، له لسان سيول، وقلب عقول، وقال مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت: أجمل الناس، فإذا تكلم قلت: أفصح الناس، فإذا تحدث قلت: أعلم الناس، وفي أواخر عمره كف بصره وتوفي بالطائف سنة ثمان وستين، وهو ابن سبعين سنة وصلى عليه محمد بن الحنفية ﵃ أجمعين. (٤) الحكمة هي العلم النافع والعمل به، وقال الشافعي ﵁: الحكمة هي السنة النبوية لقوله تعالى ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾. (٥) فالنبي ﷺ دعا له مرتين أن يؤتيه الله الحكمة، ودعاء النبي ﷺ مقبول. (٦) وضعت له وضوءًا أي ماء يتوضأ به فلما خرج ورآه قال: اللهم فقهه، أي علمه الفقه في الدين، وفى رواية قال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل، فكان أعلم الناس بالقرآن الكريم، وهذه أحسن دعوة فإن من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين. نسأل الله العلم والعمل به واليقين آمين.