للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غزوة الفتح (١)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (٢)﴾ ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (٣)﴾ ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ﴾ ﴿إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا (٤)﴾.

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ خَرَجَ فِي رَمَضَانَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَمَعَهُ عَشَرَةُ آلَافٍ عَلَى رَأْسِ ثَمَانٍ وَنِصْفٍ مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ فَسَارَ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَكَّةَ يَصُومُ وَيَصُومُونَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ (٥) أَفْطَرَ وَأَفْطَرُوا. رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ.

• عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ لَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ عَامَ الْفَتْحِ فَبَلَغَ ذلِكَ قُرَيْشاً خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ يَلْتَمِسُونَ الْخَبَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوْا

مَرَّ الظَّهْرَانِ (٦) فَإِذَا هُمْ بِنِيرَانٍ كَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَا هذِهِ لَكَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ فَقَالَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ: نِيرَانُ بَنِي عَمْرٍو فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: عَمْرٌو أَقَلُّ مِنْ ذلِكَ فَرَآهُمْ نَاسٌ مِنْ حَرَسِ رَسُولِ اللَّهِ


غزوة الفتح
(١) سميت بهذا لقوله تعالى ﴿إذا جاء نصر الله والفتح﴾ ولقوله بعد فتح مكة وهو في الحرم: لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية، وسبق أنهم كانوا اصطلحوا مع النبي يوم الحديبية على وضع الحرب عشر سنين فكيف جاءهم النبي بعدها بسنتين؟ الجواب: أن كفار قريش نقضوا عهدهم مع النبي .
(٢) نصر الله نبيه والمسلمين ﴿والفتح﴾ هو فتح مكة المكرمة.
(٣) ﴿يدخلون في دين الله﴾ هو الإسلام ﴿أفواجا﴾ جماعات جماعات بعد أن كان يدخل فيه الناس واحدا واحدا، فبعد فتح مكة جاء للنبي العرب من أقطار الأرض يدخلون في الإسلام طائعين.
(٤) فكان النبي بعد نزول هذه الآية، يكثر من قوله: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، وشعر منها بقرب وفاته وكانت وفاته بعدها بسنتين.
(٥) الكديد كالحديد: ماء بين عسفان وقديد. وعسفان: قرية كبيرة على مرحلتين من مكة، وقديد قريبة منها، وسبق هذا في الصوم.
(٦) موضع بقرب مكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>