للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الرابع في مناقب أهل البيت ]

سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُرْبى آلِ مُحَمَّدٍ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عَجِلْتَ إِنَّ النَّبِيَّ لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلا كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ فَقَالَ إِلا أَنْ تَصِلوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ الْقَرَابَةِ (١). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّفْسِيرِ.

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجَ النَّبِيُّ غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ (٢) مِنْ شَعَرٍ أَسْوَدَ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيَ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُ ثُمَّ جَاءَتْ فاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ قَالَ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾. رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَلَفْظُهُ: نَزَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ


= زوجها بشدة فلطمها على وجهها فأدماه، فسعيد يصف ما أصابهم من تعذيب عمر بقوله، لو أن جبل أحد ارفض وزال عن مكانه لعملكم القبيح بعثمان لكان خليقًا بهذا من تعذيب عمر لنا. رضي الله عن الجميع وجزاهم عن الدين وأهله خير الجزاء آمين.

الفصل الرابع في مناقب أهل البيت
(١) فلما فهم سعيد أن القربي هم أقارب النبي كلهم وهذا يشمل كل قريش مؤمنهم وكافرهم قال ابن عباس ليس هذا مرادًا إنما المراد لا أسألكم على التبليغ أجرا إلا صلة القرابة التي بيني وبينكم وهم الذين آمنوا بالنبي وصحبوه من ولد جده الأقرب عبد المطلب وهم عليّ وأولاده وجعفر وأولاده وعقيل بنو أبي طالب وحمزة والعباس وأولادهما، وفاطمة الزهراء من باب أولى فهؤلاء هم قرب النبي وهم أهل البيت وحشرنا في زمرتهم آمين. وإطلاق الأجر على صلة القرابة من باب قوله:

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم … بهن فلول من قراع الكتائب
(٢) مرط مرحل أي كساء يمني منقوش فيه صور الرحال فجاء الحسن فأدخله أي غطاه بالكساء ثم الحسين فاطمة فعليّ ثم قال ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس - أي الإثم يا - أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ فهذه الآية تشمل أهل البيت كلهم ذكورًا وإناثًا حتى النسوة لأن الآيات قبلها وبعدها في نساء النبي ولعلامة جمع الذكور في عنكم ويطهركم ولأن النبي أدخل في الكساء النوعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>