(١) قيل إن إبليس نوع من الملائكة لقوله تعالى ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ لأن ظاهره أن المستثنى من جنس المستثنى منه، وقيل إنه من الجن بل أبوه لقوله تعالى ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾ وهذا هو الأقرب للواقع لأن الملائكة خلقوا من النور والجن من النار كقوله تعالى ﴿وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ﴾ وللحديث الآتي في خاتمة كتاب الأدب إن شاء الله واستثناؤه من الملائكة في الآية الأولى لأنه كان بينهم ومجاور الشيء له حكمه ولأنهم مكلفون مثلنا لقولهم في سورة الأحقاف ﴿يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ فظهر من هذا أن إبليس والجان مخلوق واحد، منهم المؤمنون والكافرون إلا أن إبليس اسم للعاتي المتمرد نعوذ بالله منه. (٢) إن الشيطان لكم عدو من وقت أبيكم الأول آدم ﵇ فاتخذوه عدوا بعدم إطاعته، إنما يدعو حزبه وأعوانه ليكونوا في السعير: النار الشديدة. (٣) سبق هذا في آداب المساجد. (٤) فلا يفتن أهل الجزيرة بعبادة الأوثان كما كانوا قبل الإسلام ولكن في الدس وإشعال نار العداوة بينهم، وإبليس والشيطان والعفريت بمعنى واحد وهو العاتي التمرد من الجن نعوذ بالله منه. ﴿تنبيه﴾: مرويات مسلم هنا كلها في صفة القيامة.