للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (١) فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ وَأَنَا شَاكِيَةٌ فَقَالَ النَّبِيُّ : «حُجِّي وَاشْتَرِطِي وَقولِي اللَّهُمَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي». وَكَانَتْ تَحْتَ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ (٢). رَوَاهُ الْخَمْسَة.

التلبية (٣)

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً عِنْدَ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ أَهَلَّ فَقَالَ: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ (٤)». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ.

وَزَادَ غَيْرُ الْبُخَارِيِّ: وَكَانَ


= في اليوم الخامس والعشرين وباتوا بميقاتهم وهو ذو الحليفة، وقاموا في الصباح، وأهلوا بالنسك، ودخلوا مكة في رابع ذي الحجة، ونزلوا بالحجون وطافوا بالبيت وسعوا بين الصفا والمروة، ثم أمرهم النبي أن يحلوا من إحرامهم ويجعلوها عمرة إلا من كان معه هدى فلا يحل من إحرامه حتى يبلغ الهدى محله.
(١) أحد أعمام النبي ، وقولها شاكية أي أشعر بالمرض وأخاف مهاجمته في الطريق، وفي رواية أنها أتت النبي فقالت يا رسول الله إنى امرأة ثقيلة وإني أريد الحج معك، فقال اخرجي واشترطى التحلل إذا طرأ المرض، وفائدة هذا الشرط أن تصير حلالا إذا مرضت بدون دم الإحصار وعلى هذا الشافعي وأحمد، وقال مالك وأبو حنيفة إن هذا خاص بها فقط.
(٢) أي زوجة له.

التلبية
(٣) أي بيان ألفاظها وفضلها وأن وقتها من الأول إلى رمي جمرة العقبة في الحج وإلى استلام الحجر الأسود في العمرة، والتلبية سنة عند الشافعي وأحمد، فلو نوى النسك ولم يلب صح نسكه ولا شيء عليه، وقال المالكية لا ينعقد النسك إلا بنية مقرونة بقول كالتلبية، أو بفعل متعلق به كالتوجه إلى الطريق، وقال الحنفية لو اقتصر على النية ولم يلب لا ينعقد إحرامه لأن أقوال الحج وأفعاله بيان للواجب المجمل في قوله تعالى ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ﴾ ولحديث: خذوا عني مناسككم. فالتلبية عندهم جزء من الركن الأول وهو النية، ونقل عن الثوري وابن حبيب أنها فرض لحديث سعيد بن منصور: التلبية فرض الحج.
(٤) لفظ لبيك مثنى ولكن المراد منه التكثير والمبالغة في الإجابة، فإن معناه أجيبك إجابة بعد إجابة وأنا على طاعتك إلبابا بعد إلباب من غير نهاية كأنه من ألب بالمكان إذا أقام به، وكرر مبالغة في الإجابة للدعوة على لسان إبراهيم ، ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>