للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ : هذَا فُلَانٌ تَقْطُرُ لِحْيَتُهُ خَمْراً فَقَالَ: إِنَّا قَدْ نُهِينَا عَنِ التَّجَسُّسِ وَلكِنْ إِنْ يَظْهَرْ لَنَا شَيْءٌ نَأْخُذْ بِهِ (١)، رَوَى هذِهِ الثَّلَاثَةَ أَبُو دَاوُدَ (٢).

ومنه الكبر والاختيال (٣)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ (٤)﴾ ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (٥)﴾ صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ.

• عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ (٦) كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَاعِفٍ لَوْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ (٧) أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْل النَّارِ كلُّ عُتُلَ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ (٨)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.


(١) والمراد الحث على التغافل وعدم البحث عن خلق الله لا سيما الحاكم وهذا لا يمنع من البحث عن الأشرار وتتبعهم لتأديهم وكسر شوكتهم عن الناس.
(٢) بأسانيد صالحة.

ومنه الكبر والاختيال
(٣) الكبر: هو التكبر والتعالى على الناس وأن يرى نفسه خيرا منهم لفضيلة يراها في نفسه: كمال وعلم وجاه وصلاح، وهو مرض قلبي يهلك صاحبه لأنه يوجب غضب الله وسخط الناس نعوذ بالله من ذلك، والأجدر بالشخص التواضع فربما من كان يراه دونه عند الله خير من ملء الأرض مثله، والاختيال التبختر في المشي كبرا وتيهًا وعجبا، وهذا جهل وحماقة، والأجدر بالشخص أن يكون كقوله تعالى ﴿وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما﴾.
(٤) أي لا تمل وجهك عنهم تكبرا.
(٥) مرحا: أي اختيالا، إن الله لا يحب كل مختال: أي متبختر في مشيه فخور على الناس.
(٦) أي بأغلبهم.
(٧) هم كل ضعيف الحال لا البدن متضاعف، وفي رواية: متضعف أي متواضع أو يستضعفه الناس ويحتقرونه لضعف حاله وصغر شأنه في الدنيا، لو أقسم على الله يمينًا طمعا في كرمه لأبره، أو لو دعاه لأجابه لعظم شأنه عنده لأنه عبده فقط.
(٨) العقل: الغليظ الجافي، والجواظ الجموح المنوع للخير، أو المختال، والمستكبر: المتكبر، وللترمذي: ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار، على كل قريب هين سهل، ولأبي داود: لا يدخل الجنة الجواظ ولا الجعظري أي الفظ الغليظ القلب، نسأل الله التواضع وحسن الأخلاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>