للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الخامس: في الاستغفار والتوبة (١)

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً﴾ (٢).

• عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «سَيِّدُ الِاسْتِغْفاَرِ أَنْ تَقُولَ (٣) اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلهَ إِلا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَناَ عَبْدُكَ وَأَناَ عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ (٤) أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمْتَكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي (٥) فاَغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ»، قَالَ: وَمَنْ قاَلَهاَ مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَن يُمْسِىَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ (٦) وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهاَ فَماَتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»، رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا مُسْلِمًا.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً (٧)»، رَوَاهُ البُخَارِيَّ.

• عَنِ الأغَرِّ الْمُزَنِيِّ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّهُ لَيُغاَنُ عَلَى قَلْبِي (٨) وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ»، رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ.


الباب الخامس في الاستغفار والتوبة
(١) أي في بيان ألفاظ الاستغفار وفضله، والاستغفار: طلب المغفرة بأي لفظ كان كقوله: رب اغفر لي، ولكن أحسنها ما يأتي في حديث شداد وزيد.
(٢) فكثرة الاستغفار والرجوع إلى الله تعالى سبب في إسعاد الإنسان بالأولاد والأموال ومحبة الله ورسوله .
(٣) ولفظ أحمد والنسائي: أن سبب الاستغفار أن يقول العبد أي أعلى ألفاظه وأكثرها ثوابًا: اللهم أنت ربي؛ لاشتماله على الاعتراف لله بالنعمة والتوحيد والانفراد بالخلق والغفران والاعتراف بالعجز والتقصير وطلب الغفران.
(٤) فأنا قائم بما عاهدتك وواعدتك عليه من الإيمان وإخلاص العبادة لك بقدر استطاعتي.
(٥) اعترف لك بالنعمة وأعترف بذنبي.
(٦) قال أي النبي : من قالها صباحًا موقنًا بثوابها مخلصًا في قولها فمات في يومه قبل أن يذنب دخل الجنة بدون عذاب.
(٧) إلى مائة وأكثر كما يأتي.
(٨) أي يعلوه غين وغيم وهو غين أنوار لا غين أغيار.

<<  <  ج: ص:  >  >>