للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الرابع: في الاستنجاء (١)

وفيه فصلان

الفصل الأول: في آداب الخلاء (٢)

• عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ إِذَا ذَهَبَ المَذْهَبَ (٣) أَبْعَدَ. رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ (٤).

وَلِأَبِي دَاوُدَ كَانَ النَّبِيُّ إِذَا أَرَادَ البَرَازَ (٥) انْطَلَقَ حَتَّى لَا يَرَاهُ أَحَدٌ (٦).

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ (٧) ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثاً لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدَاً مِنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَحَبَّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ لِحَاجَتِهِ هَدَفٌ (٨) أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ (٩). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ إِذَا دَخَلَ الخَلَاءَ نَزَعَ خَاتَمَهُ (١٠). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ.

• وَعَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ إِذَا دَخَلَ الخَلَاءَ (١١) قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ (١٢) وَالخَبَائِثِ (١٣)». رَوَاهُ الخَمْسَةُ.


(الباب الرابع في الاستنجاء وفيه فصلان)
الأول في آداب الخلاء
(١) هو تطهير القبل والدبر من الخارج منهما بالحجر أو الماء أو بهما وهو أفضل، وحكمه الوجوب عند الجمهور لمواظبته عليه، ولاشتراط العدد في الحجر كما يأتي، ولأنه من باب إزالة النجاسة، وقال أبو حنيفة إنه سنة للحديث الآتي "من استجمر فليوتر".
(٢) الآداب جمع أدب وهو الشيء المستحسن، والمراد به هنا ما يطلب ممن يريد البول والغائط ولو على سبيل الوجوب، كستر العورة بحضرة أجنبي وعدم اتجاه القبلة وتجنب ما يؤذى الناس في طريقهم أو في ظلهم أو شمسهم.
(٣) أي الطريق، والمراد إذا أراد التبرز أبعد عن الناس.
(٤) بسند صحيح.
(٥) بالفتح أشهر: الفضاء الخالي والمراد إذا ذهب إليه ليقضي حاجته.
(٦) ولا يسمع صوت الخارج منه ولا يشم رائحته، وهذا هو المراد سواء قرب أو بعد.
(٧) أي أركبني على الدابة.
(٨) بفتحتين شيء مرتفع من الأرض.
(٩) أي حائطه.
(١٠) لأنه كان منقوشًا عليه محمد رسول الله، وكان إذا راسل الملوك ختم به الكتاب، وفيه أنه لا يجوز دخول الخلاء بشيء فيه اسم الله تعالى، وبالأولى القرآن أو شيء منه إلا إذا خيف عليه الضياع.
(١١) أي أراد دخوله فيقولها قبل الدخول، أما بعد دخوله فلا يتكلم إلا للضرورة.
(١٢) جمع خبيث.
(١٣) جمع خبيثة، والمراد ذكور الشياطين وإناثهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>