للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ لَبَّاسَةٍ ناَشِرَةٍ شَعْرَهَا (١)، فَقَالُوا: مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، قَالُوا: فَأَخْبِرِينَا، قَالَتْ: لَا أُخْبِرُكُمْ وَلَا أَسْتَخْبِرُكُمْ وَلكِنِ ائْتُوا أَقْصَى الْقَرْيَةِ فَإِنَّ ثَمَّ مَنْ يُخْبِرُكُمْ وَيَسْتَخْبِرُكمْ فَأَتَيْنَا أَقْصَى الْقَرْيَةِ (٢) فَإِذَا رَجُلٌ مُوثَقٌ بِسِلْسِلَةٍ فَقَالَ: أَخبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ، قُلْناَ: مَلْأَى تَدَفَّقُ، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنِ الْبُحَيْرَةِ، قُلْناَ: مَلْأَى تَدَفَّقُ، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ النَّبِيِّ هَلْ بُعِثَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: أُخْبِرُونِي كَيْفَ النَّاسُ إِليْهِ، قُلْنَا: سِرَاعٌ (٣)، قَالَ: فَنَزَا نَزْوَةً حَتَّى كَادَ (٤)، قُلْنَا: فَمَا أَنْتَ؟ قَالَ إِنَّهُ الدَّجَّالُ وَإِنهُ يَدْخُلُ الْأَمْصَارَ كُلَّهَا إِلا طَيْبَةَ، وَطَيْبَة الْمَدِينَة (٥)، صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَاكِنِهَا وَسَلَّمَ.

[يظهر الدجال من المشرق فيتبعه ناس كثيرون]

• عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبِهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الطَّياَلِسَةُ (٦)»، رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

• عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمشْرِقِ يُقاَلُ لَهَا خُرَاسَانَ يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ (٧)».

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «تَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ رَايَاتٌ سُودٌ لَا يَرُدُّهَا شَىْءٌ حَتَّى تُنْصَبَ بِإِيِيَاءَ (٨)»، رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ (٩).


(١) لباسة على من رآها فلا يدري ما هي.
(٢) لا ينافي ما سبق لاحتمال أن الدير في أقصى القرية.
(٣) إليه أي أسرعوا في إجابته.
(٤) وثب وغضب حتى كاد يخرج من وثاقه.
(٥) وكذا لا يدخل مكة كما سيأتي إن شاء الله تعالى، والله أعلى.

يظهر الدجال من المشرق فيتبعه ناس كثيرون
(٦) أصبهان بالباء والفاء وبفتح الهمزة وكسرها: بلد معروف من بلاد الأرفاض، والطيالسة: جمع طيلسان وهو ثوب معروف.
(٧) خراسان وأصبهان: بلدان مشهوران بالممالك الشرقية في بلاد العجم شرقي الخليج الفارسي بحذاء المدينة تماما ولكن خراسان أبعد فهي بقرب بلاد ما وراء النهر.
(٨) الظاهر أن هذه رايات الدجال قاتله الله.
(٩) الثاني بسند غريب والأول بسند حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>