للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة فاطر (١)

مكية وهي خمس وأربعون آية

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: أَنَّهُ قالَ فِي هذِهِ الآيةِ: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذُنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٢)﴾ قَالَ: «هؤُلَاءِ كُلُّهُمْ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ وَكُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٣). نَسْأَلُ اللَّهَ حُسْنَ التَّوْفِيقِ آمِين.


سورة فاطر

(١) وتسمى سورة الملائكة أيضا لقوله تعالى ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١)﴾.
(٢) ﴿ثم أورثنا الكتاب﴾ أعطينا القرآن الكريم ﴿الذين اصطفينا من عبادنا﴾ الذين اخترناهم من العباد ليهتدوا بهديه ويعملوا به وهم أمتك من حفظه منهم ومن لم يحفظه ﴿فمنهم ظالم لنفسه﴾ بالتقصير في العمل بالقرآن ﴿ومنهم مقتصد﴾ عامل به في أغلب الأوقات ﴿ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله﴾ السابق العامل بالكتاب والمعلم له والمرشد والهادي إليه ﴿ذلك﴾ أي إيراث القرآن ﴿هو الفضل الكبير﴾ فالأقسام الثلاثة بمنزلة واحدة أي في الجنة وإلا فكل يعطى على قدر عمله فإن الدرجات بالأعمال والجنة بخالص فضل الله تعالى ولذا قال ﴿جنات عدن﴾ إقامة ﴿يدخلونها﴾ أي المقتصد وصاحباه ﴿يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا﴾ مرصعا بذهب ﴿ولباسهم فيها حرير﴾ وقيل الظالم لنفسه من غلبت سيئاته على حسناته، والمقتصد من غلبت حسناته على سيئاته والسابق الذي لم تقع منه سيئة أصلا، وقيل المقتصد: من تساوت حسناته وسيئاته، والسابق هو الذي رجحت حسناته، وفي الحديث: سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له.
(٣) بسند غريب. والله أعلى وأعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>