للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَكَزَنِي لَكْزَةً شَدِيدَةً وَقَالَ: حَبَسْتِ النَّاسَ فِي قِلَادَةٍ، فَبِيَ الْمَوْتُ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ وَقَدْ أَوْجَعَنِي (١) ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ اسْتَيْقَظَ وَحَضَرَتِ الصُّبْحُ، فَالْتُمِسَ الْمَاءُ فَلَمْ يُوجَدْ فَنَزَلَتْ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ﴾ الْآيَةَ. فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: لَقَدْ بَارَكَ اللَّهُ لِلنَّاسِ فِيكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ مَا أَنْتُمْ إِلا بَرَكَةٌ لَهُمْ. رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ.

• عَنِ الْمِقْدَادِ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: يَا رَيُولَ اللَّهِ إِنَّا لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسى ﴿فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ وَلكِنِ امْضِ وَنَحْنُ مَعَكَ.

فَكَأَنَّهُ سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (٢). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا جَزَآءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ (٣) ﴿وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً﴾ (٤) ﴿أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ﴾ (٥) ﴿ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ أُنَاسٌ مِنْ عُكْلٍ أَوْ عُرَيْنَةَ فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ (٦) فَأَمَرَهُمْ النَّبِيُّ بِلِقَاحٍ (٧) وَأَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا فَانْطَلَقُوا فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا رَاعِيَ


(١) القلادة: العقد الذي يلبس في الرقبة، وكان لأسماء واستعارته عائشة، والبيداء: مكان في الطريق بين مكة والمدينة، في رأسه في حجري: وضعه عليه أو على الفخذ، لكزة شديدة: أي دفعني بيده في صدري، وكذا كان يطعنها في خاصرتها، وقولها: فبي الموت: أي كأني في شدة الموت من الضرب وخوفي من استيقاظ النَّبِيّ وتقدم التيمم واسعًا في كتاب الطهارة.
(٢) هذا من الأنصار تشجيع وزيادة إخلاص للنبي ، فلما سمعها سرى عنه أي زال الهم عنه وفرح، ورواه أحمد وزاد: ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون.
(٣) بمحاربة المسلمين.
(٤) بقطع الطرق.
(٥) فالقتل لمن قتل فقط، والقتل والصلب لمن قتل وأخذ المال، والقطع لمن أخذ المال فقط، والنفي والحبس ونحوهما لمن أخاف الناس فقط، والصلب ثلاثا بعد القتل أو قبله فيقتل وهو مصلوب زجرا للأشرار.
(٦) مرضوا ببطونهم فاستوخموها.
(٧) أي بالخروج إلى لقاح وهي إبل الصدقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>