للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَدْ كَذَبَ (١) فِيهَا أَسْنَانُ الإِبِلِ وَأَشْيَاءُ مِنَ الْجِرَاحَاتِ (٢) وَفِيهَا قَالَ النَّبِيُّ : «الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ غَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ (٣) فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً أَوْ آوَى مُحْدِثاً فَعَلَيْهِ لعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (٤) لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفاً وَلَا عَدْلًا (٥) وَذِمَّةٌ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعى بِهَا أَدْنَاهُمْ» (٦). زَادَ في رِوَايَةٍ: «فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِماً (٧) فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ، وَمَنِ ادَّعى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ (٨) أَوِ انْتَمى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفاً وَلَا عَدْلًا».

رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ.

وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ مَا بَيْنَ لَابَتِي الْمَدِينَةِ فَلَوْ وَجَدْتُ الظِّبَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا مَا ذَعَرْتُهَا وَجَعَلَ اثْنَيْ عَشَرَ مِيلًا حَوْلَ الْمَدِينَةِ حِمًى (٩). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.


(١) الإشارة لصحيفة معلقة في قراب سيفه أي لورقة مطوية وموضوعة في جراب السيف.
(٢) أي في الصحيفة بيان أسنان الإبل التي تعطى في الدية وأمور أخرى ستأتي في الحدود إن شاء الله، وسبب هذا أنهم كانوا يفهمون أن النبي اختص عليًا وآل البيت بأمور من أسرار الدين وكنوز الشريعة دون بقية الأمة فنفى ذلك على بما قال.
(٣) عمر وثور - كشرط - جبلان على طرفي المدينة المشرفة فعير في جنوبها وثور في شمالها خلف أحد وقوله ما بين عمر وفي لفظ ما بين عائر إلى ثور كقوله الآتي: حرمت المدينة ما بين مأزميها، أي جبليها، فهو تحديد المسافة الحرم المدني من الجنوب إلى الشمال، وتحديدها من غرب إلى شرق يأتي في قوله ما بين لابتيها، ويأتي واضحًا في قوله وجعل اثني عشر ميلا حول المدينة حمى وما رواه أبو داود حمى رسول الله كل ناحية من المدينة بريدًا بريدًا.
(٤) من أحدث فيها حدثًا أي يخالف حكم الله أو آوى محدثًا أي نصره وحفظه فعليه اللعنة العظيمة الدائمة.
(٥) الصرف: النفل، والعدل: الفرض وقيل عكسه.
(٦) فلأي مسلم حق إعطاء الأمان لأي كافر.
(٧) نقض عهده الذي بينه وبينه.
(٨) انتسب إليه، وقوله أو انتمى أي انتسب إلى غير أسياده فعليه عظيم اللعنة.
(٩) لابتيها تثنية لابة وهى الحرة أي الأرض ذات الحجارة السود والمدينة بين حرتين عظيمتين إحداهما شرقية والأخرى غربية، وقوله ما ذعرتها أي ما نفرتها، وبهذا ظهر تحديد مسافة الحرم المدني.

<<  <  ج: ص:  >  >>