للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَلَا تَنَابَزُواْ بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإَيمَانِ (١)﴾، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ (٢).

• عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قاَلَ: إِنْ كَانَتْ أَحَبَّ أَسْمَاءِ عَلِيَ إِلَيْهِ لَأَبُو تَرَابٍ وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ أَنْ يُدْعَى بِهاَ وَمَا سَمَّاهُ أَباَ ترَابٍ إِلا النَّبِيُّ (٣) غَاضَبَ يَوْمًا فَاطِمَةَ فَخَرَجَ فاَضْطَجَعَ إِلَى الْجِدَارِ فِي الْمَسْجِدِ فَتَبِعَهُ النَّبِيُّ فَوَجَدَهُ مُضْطَجِعًا وَقَدِ امْتَلَأَ ظَهْرُهُ تَرَابًا فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ وَيَقُولُ: «اجْلِسْ ياَ أَباَ ترَابٍ (٤)» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ (٥).

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَلِي أَخٌ صَغِيرٌ يُكَنَّى أَباَ عُمَيْرٍ وَكَانَ لَهُ

نُغَرٌ يَلْعَبُ بِهِ (٦) فَمَاتَ فَدَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ فَرَآهُ حَزِينًا فَقَالَ: «مَا شَأْنهُ»؟ قَالُوا: مَاتَ نغَرُهُ، فَقَالَ: «ياَ أَباَ عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ (٧)»، رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ (٨).

وَقاَلَتْ عَائِشَةُ : ياَ رَسُولَ اللَّهِ كلُّ صَوَاحِبِي لَهُنَّ كُنًى، قاَلَ: «فاَكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللَّهِ فَكَانَتْ تُكَنَّى بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ (٩)»، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ صَالِحٍ.


(١) ﴿ولا تنابزوا بالألقاب﴾ أي لا يدع بعضكم بعضا بلقب يكرهه ومنه: يا فاسق، يا فاجر، يا كافر، يا ضال، يا مضل " ﴿بئس الاسم﴾ " المذكور " ﴿الفسوق بعد الإيمان﴾ " فهذا القول من المؤمن للمؤمن فسوق وخروج عن الإيمان إلا من تاب واستسمحه.
(٢) بسند حسن.
(٣) لهذا كان يفرح بها وسبب التكنية بها ما يأتي.
(٤) فعليّ وقع بينه وبين فاطمة الزهراء زوجته شيء فغضبت فخاف أن يبدر منه شيء لا يليق بحضرتها فخرج حسما للنزاع حتى يذهب الغضب فجاء النبي فسأل عنه فاطمة فقالت: أغضبني فخرج، فأرسل إنسانا يبحث عنه فذهب فجاء فقال: هو في المسجد؛ فذهب له النبي فوجده نائمًا وعلى ظهره تراب فصار النبي يمسحه عنه ويقول: قم يا أبا تراب؛ فصارت أحب الكنى إليه وكان له أخرى وهي أبو الحسن لولده الحسن أجمعين.
(٥) ولكن البخاري هنا ومسلم في الفضائل.
(٦) النغر بضم ففتح. طائر صغير يشبه العصفور، وأبو عمير كنية لأخي أنس لأمه واسمه عبد الله.
(٧) النغير: تصغير نغر الذي كان يلعب به؛ فيه جواز تكنية الصغير ولعله كان مرادهم بالتكنية التعظيم.
(٨) ولفظه لأبي داود.
(٩) عبد الله لم يكن ولدها فإنها لم تلد ولكنه ولد أختها أسماء وهو ابن الزبير ، ففيه جواز تكنية من لا ولد له كما جازت تكنية الصغير ولا يعد كذبا والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>