للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «حُجِبَتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ وَحُجِبَتِ الْجَنَّةُ بِالْمكَارِهِ (١)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «الْجَنَّة أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ وَالنَّارُ مِثْلُ ذلِك (٢)»، رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلونَ الدُّنْياَ بِالدِّينِ (٣) يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ وَأَلْسِنَتَهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئاَبِ (٤) يَقُولُ اللَّهُ ﷿: أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ فَبِي حَلَفْتُ لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أُوَلئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانًا (٥)».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا مِنْ يَكُونَ أَحدٍ يموتُ أَلا نَدِمَ (٦)» قَالوا: وَمَا نَدَامَتُهُ ياَ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَدِمَ أَلا يَكُونَ ازْدَادَ وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا نَدِمَ أَلا يَكُونَ نَزَعَ (٧)».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:


(١) الشهوات ما تشتهيها النفوس وتستلذها من المحرمات كالزنا وشرب الخمر، والملاهي، فهذه كالحجاب حول النار فمن ارتكبها فقد تسبب في دخول النار، والمكاره ما تكرهه النفوس من التكاليف الشرعية ومكارم الأخلاق كالصبر وكظم الغيظ والعفو عن السيء والإحسان إليه، فهذه كالحجاب حول الجنة فمن قام بها فقد سبب لنفسه الجنة، ولفظ مسلم والترمذي: حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات.
(٢) الشراك سير النعل الذي يكون بين الأصابع، ويطلق على كل سير يحفظ الرجل من الأرض فالجنة أقرب للإنسان إذا أطاع ربه من شراك نعله، والنار كذلك إذا عصاه، فلا يقربن من شر وإن قل فلعله يكون سببًا في النار، ولا يزهدن في خير وإن قل فلعله يكون سببا في الجنة، نسأل الله الجنة آمين.
(٣) يطلبون الدنيا بعمل الآخرة، وهذا من ختله إذا خدعه.
(٤) فظاهرهم حسن وكلامهم حلو ولكن في قلوبهم أسوأ النيات وأخبثها.
(٥) فهل هؤلاء يستخفون بالله إلى هذا الحد، وعزته ليسلطن عليهم فتنة تتركهم حيارى لا يهتدون، وفي رواية: إن الله قال لقد خلقت خلقًا ألستهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر فبي حلفت لأتيحنهم (أسلط عليهم) فتنة تدع الحليم منهم حيرانا، نسأل الله السلامة.
(٦) حينما يرى جزاء عمله خيرا أو شرا.
(٧) أي رجع عن عصيانه، ففيه ترهيب من السيئات وإن قلت وترغيب في الازدياد من الطاعات وإن كثرت وعظمت فعطاء الله عليها أكثر وأعظم.

<<  <  ج: ص:  >  >>