للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَابْنُ حِبَّانَ (١).

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ الْمَدِينَةَ (٢) أَتَاهُ الْمُهاَجِرُونَ فَقَالُوا: ياَ رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْناَ قَوْمًا أَبْذَلَ مِنْ كَثِيرٍ وَلَا أَحْسَنَ مُوَاسَاةً مِنْ قَلِيلٍ مِنْ قَوْمٍ نَزَلْناَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ (٣) لَقَدْ كَفَوْناَ الْمَؤُونَةَ وَأَشْرَكُوناَ فِي الْمَهْنَإِ (٤) حَتَّى لَقَدْ خِفْناَ أَنْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ فَقَالَ النَّبِيُّ : «لَا مَا دَعَوْتُمُ اللَّهَ لَهُمْ وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ (٥)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٦) وَأَبُو دَاوُدَ.

• عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّناَءِ (٧)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.


= له بخير فإن فعل فقد شكر النعمة وإلا كان كافرا بها.
(١) بسند صحيح.
(٢) وبها المهاجرون والأنصار.
(٣) وهم الأنصار أحسنوا مواساة المهاجرين وبذلوا لهم كثيرا مع قلة حالهم.
(٤) فإن المهاجرين تركوا أموالهم في بلادهم فتلقاهم الأنصار على الرحب والسعة وأرادوا إشراكهم في أموالهم فأبى المهاجرون إلا أن يقوموا بأمر الزراعة ويقتاتوا منها معهم وكذا أشركوهم في المهنأ محل الهناء والسرور وهو النساء فإن من كان تحته امرأتان طلق إحداهما وتزوجها المهاجري.
(٥) بدعائكم لهم فيتساوى البذل والدعاء.
(٦) في الرقائق بسند صحيح.
(٧) لأنه طلب من الله أن يكافئه نيابة عنه لعجزه ولا شك أن مكافأة الله أعظم من مكافأة العبد، وسبق في الحث على الصدقة في الزكاة: ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوا به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأْتموه، فعلى كل شخص ساعده إنسان آخر بمال أو بعلم أو بجاه أو أي شيء أن يكافئه بما يناسب إن تيسر وإلا دعا له بخير والله يتولى جزاءه، نسأل الله حسن الجزاء آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>