للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلْيَنْظرْ إِلَى هذَا» فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ (١) وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ حَتَّى جُرِحَ

فاَسْتَعْجَل الْمَوْتَ (٢) فَجَعَلَ ذُباَبَةَ سَيْفِهِ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ (٣) فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ مُسْرِعًا (٤) فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ (٥) فَقَالَ: «وَمَا ذَاكَ»؟ قَالَ: قُلْتَ عَلَى فُلَانٍ «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَيْهِ» وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِنَا غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ عَلَى ذلِكَ (٦) فَلَمَّا جُرِحَ اسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ عِنْدَ ذلِكَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ (٧) وَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّماَ الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ (٨)»، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: خَرَجَ عَلَيْناَ رَسُولُ اللَّهِ وَفِي يَدِهِ كِتاَباَنِ (٩) فَقَالَ: ا «أَتَدْرُونَ مَا هذَانِ الْكِتَاباَنِ»؟ فَقُلْناَ: لَا ياَ ياَ رَسُولَ اللَّهِ إِلا أَنْ تُخْبِرَناَ فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى (١٠): «هذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعاَلَمينَ فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْمَاءُ آباَئهِمْ وَقَباَئِلِهِمْ» ثُمَّ أَجْمَلَ عَلَى آخِرِهِمْ (١١) فَلَا يُزادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا، ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي فِي شِماَلِهِ: «هذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعاَلَمِينَ فِيهِ أَسْماَءُ أَهْلِ النَّارِ وَأَسْمَاءُ آباَئهِمْ وَقَباَئِلِهِمْ» ثُمَّ أَجْمَلَ عَلَى آخِرهِمْ فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا


(١) هو أكثم بن الجون.
(٢) ولم يصبر لحكم الله تعالى.
(٣) فوضع طرف السيف في صدره وتحامل عليه بجسمه حتى خرج من بين كتفيه فقتل نفسه مستحلا ذلك.
(٤) فأقبل الرجل هو أكثم السابق.
(٥) قد صدق تنبؤك بالغيب.
(٦) على الإسلام.
(٧) إن العبد ليعمل عمل أهل النار فيما يظهر للناس وهو فيما سبق له في علم الله من أهل الجنة.
(٨) ففيه أنه لا ينبغي الاعتبار بالأعمال سواء كانت صالحات أو سيئات فإنها أمارات فقط وليست بموجبات فإن مصير الأمور في العاقبة إلى ما سبق به القضاء وجرى به القدر في السابقة، نسأل الله حسن الخاتمة آمين.
(٩) هذا تمثيل للمعلوم المحقق وتصوير له بصورة المحسوس الذي يقبض عليه باليد ويشار إليه بالإشارة الحسية كأن الله تعالى أطلع رسوله على أهل الجنة وأهل النار تمام الاطلاع فحدث عنهم بهذا الحديث.
(١٠) رفعها وأشار بها.
(١١) أتى في الوصف على آخرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>