للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ (١). فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ (٢) يُدْخِلُهُ فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ (٣) ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الْآخَرِ مِثْلَ ذلِكَ وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هذَا فَيَعُودُ فَيَضَعُ مِثْلَهُ (٤)، فَقُلْتُ: مَا هذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ (٥) وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ (٦) أَوْ صَخْرَةٍ فَيَشْدَخُ بِهِ رَأْسَهُ فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الْحَجَرُ (٧) فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ فَلَا يَرْجِعُ إِلَى هذَا حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ فَعَادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ (٨)، قُلْتُ: مَنْ هذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ (٩) أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ تَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارٌ فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادُوا يَخْرُجُونَ (١٠). فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا، وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمِ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسْطِ النَّهَرِ وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ (١١)، فَقُلْتُ: مَا هذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ فانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا


(١) أي المطهرة وهي الشام. وفي رواية: فانطلقا بي إلى السماء.
(٢) الكلوب بفتح فضم مع التشديد ويقال كلاب كتفاح هو الخطاف.
(٣) الشدق جانب الفم؛ والقفا مؤخر العنق.
(٤) فالرجل القائم بيده كلوب يضربه في شدق الجالس حتى يظهر في قفاه ثم ينزعه فيضربه في شدقه الآخر فإذا نزعه منه عاد شدقه الأول سليما كما كان فعادله فضربه وهكذا.
(٥) نائم على ظهره.
(٦) الفهر كالبئر حجر صغير.
(٧) فيشدخ أي يضرب، تدهده كتدحرج وزنًا ومعنى.
(٨) فالقائم على رأس النائم بيده حجر فيضرب به رأس النائم فينكسر ثم يتدحرج الحجر فإذا أتى به عاد رأسه سليما كما كان فعاد له فضربه وهكذا.
(٩) وفي رواية: نقب مثل التنور الذي يخبز فيه.
(١٠) وفي رواية: حتى كادوا أن يخرجوا، أي مروا على إناء كبير فيه رجال ونساء عراة في ماء يغلى تحته نار إذا قوى لهبها غلي الماء وارتفع بمن فيه حتى كادوا يخرجون فإذا سكن عادوا في داخل الإناء وهكذا.
(١١) ومروا على نهر كالدم وفي وسطه رجل يسبح فيه وعلى شط النهر أي حافته رجل أمامه =

<<  <  ج: ص:  >  >>