للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ (١)، ابْنُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا بْنُ أَبِي زَرْعٍ؟ مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ سَطْبَةٍ وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ (٢)، بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ؟ طَوْعُ أَبِيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا وَمِلْءُ كِسَائِهَا وَغَيْطُ جَارَتِهَا (٣)، جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا جَارِيَةُ أَبي زَرْعٍ؟ لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثاً وَلَا تُنَفِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثاً وَلَا تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشاً (٤). قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالأَوْطَابُ تُمْخَضُ (٥) فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بُرُمَّانَتَيْنِ فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا (٦) فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا رَكِبَ شَرِيًّا وَأَخَذَ خَطِّيًّا وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمَا ثَرِيًّا وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجاً وَقَالَ: كُلِي أُمَّ زَرْعٍ وَمِيرِي أَهْلَكِ قَالَتْ: فَلَوْ جَمَعْتُ كلَّ شَيْءٍ


= أي صوت خيل وأهل أطيط أي صوت إبل من ثقل أحمالها وأهل دائس أي زرع يداس في بيدره ليتميز حبه من سنبله، وأهل منق أي آلة تنقي الحب من غلثه - كالغربال والمنخل - فعنده أقول فلا أقبح أي إذا سمع كلامي قبله، وأرقد فأتصبح أي أنام الليل كله إلى الصباح حتى أشبع نوما لوجود الخدم عندى، وأشرب فأتقمح أي أمتلئ من الرى، فهي تمدح زوجها بعظيم إقباله عليها وبكثرة الأموال وواسع الكرم حتى صير أهلها بعد القلة في ثروة واسعة من أنواع المواشي والزرع وغيرها.
(١) أم أبي زرع عكومها رداح، عكوم جمع عكمة وهى الغرارة التي يوضع فيها المتاع، رداح أي ثقيلة من مائها، وبينها فساح أي واسع.
(٢) الشطبة الخوصة ومسلُّها موضع سلخها من الشجرة، والجفرة أنثى المعز، فهي تمدح ابن أبي زرع بأنه قليل الأكل يشبه ذراع الجفرة ويكفيه للنوم موضع صغير، فهو ظريف ومهفهف لطيف.
(٣) وبنت أبي زرع عظيمة أيضا لأنها تغيظ جارتها أي ضرتها لجمالها وعفتها ولأنها ملء كسائها لسمنها، وفضلا عن هذا فهي طوع أبيها وأمها.
(٤) وجارية أبي زرع لا تفشي لنا سرا ولا تنقث ميرتنا تنقيثًا أي لا تفسد شيئا من طعامنا بل تصلحه وتحسنه ولا تملأ بيتنا تعشيشًا، لا تترك الكناسة فيه كعش الطائر بل تقوم بنظافته على ما يرام.
(٥) الأوطاب جمع وطب - كشرط - وهو زق اللبن تمخض أي تحرك ليؤخذ زبده.
(٦) قولها: كالفهدين وفي رواية كالصقرين وفي أخرى كالشبلين وقولها: برمانتين أي نهدين كالرمانتين، فأبو زرع خرج في فصل الربيع فوجد امرأة لها ولدان يلعبان بنهديها كولدى الأسد فطلق أم زرع وتزوج بهذه المرأة رغبة في نجابة الولد وأم زرع تزوجت بالرجل الموصوف بالآتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>