للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَسُّ أَرْنَبٍ وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ (١). قَالَتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِي رَفِيعُ الْعِمَادِ طَويلُ النِّجَادِ عَظِيمُ الرَّمَادِ قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ (٢). قَالَتِ الْعَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذلِكِ لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمبَارِكِ قَلِيلَاتُ الْمَسَارِحِ وَإِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ (٣). قَالَتِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ فَمَا أَبُو زَرْعٍ أَنَاسَ مِنْ حُلِيَ أُذُنَيَّ وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ وَبَجَّحَني فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقَ فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَقَ فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ وَأَشْرَبُ فَأَتَقَمَّحُ (٤) أُمُّ أَبي زَرْعٍ فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ عُكُومُهَا رَدَاحٌ


= الخيبة، أو عياياء بالعين ممدودا من العي وهو العجز عن الجماع، وهذا شك أو تنويع: طباقاء بالفتح والمد الذي تنطبق عليه الأمور لحماقته ويغيب عنه معنى الكلام فيعجز عنه، وكل داء له داء أي كل داء في الناس فهو فيه، شجك أو فلك بفتح أولها وشد ثانيهما أي أصابك بشجة في رأسك أو بجرح في جسدك أو جمع بين الشج والفل، وفي رواية: إن حدثته سبك وإن مازحته فلك وإلا جمع كلّا لك، فهي تذمه بالخيبة والعجز والحماقة وكل الأمراض وسوء العشرة، فإذا كلته سبها، وإذا مازحته ضربها، وهذا نهاية الذم.
(١) قالت الثامنة وهي ياسر بنت أوس: زوجي المس مس أرنب أي ناعم الجلد كالأرنب، والريح ريح زرنب هو الزعفران أو شجر طيب الرائحة، وزادت في رواية: وأنا أغلبه وهو يغلب الناس فهي تمدحه بلين الجانب وحسن الخلق ودوام التعطر وجميل الذكر في الناس.
(٢) قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد أي العمد التي يرفع البيت عليها، طويل النجاد أي حمائل السيف، عظيم الرماد من دوام النار لعمل الأكل للضيفان، قريب البيت من الناد، أي مجلس القوم لاضطرارهم إلى مشاورته دائما لأصالة رأيه وشرفه في قومه فهي تمدحه بطول القامة وعظم الشجاعة وواسع الكرم وعلو الشرف وإصابة الرأي.
(٣) المزهر كمنبر: العود الذي يضرب عليه عند الغناء للضيفان فرحا بهم، فالزوجة العاشرة وهي كبشة بنت الأرقم تقول: إن زوجي مالك عظيم وهو خير ممن أثنيتم عليهم فإن له إبلا كثيرة ولا تخرج للمرعي إلا قليلا استعدادا لنحرهن للضيوف حتى إذا سمعت ضرب، العود أيقنت بالذبح.
(٤) قالت الحادية عشرة وهى عاتكة بنت أكيمل: إن زوجي أبو زرع شأنه عظيم فقد أناس أذني من الحلى أي ملأها منه وملأ من شحم عضدي تثنية عضد وهو أعلى الذراع أي أكثر على من نعمه حتى سمن جسمي ومنه عضداي. وبجحني فبجحت نفسي أي عظمني وبجلني ففرحت بذلك نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشق أي وجد مال أهلى غنمًا قليلة بموضع صغير فأفاض عليهم حتى جعلهم في أهل صهيل =

<<  <  ج: ص:  >  >>