للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ (١).

• عَنِ ابْنِ عَبَّاس عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» (٢).

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ (٣).

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَبِيُّكُمْ مِمَّنْ أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ (٤). رَوَاهُمَا الْبُخَارِيُّ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ (٥).

قَالَ مَسْرُوقٌ : كُنْتُ مُتَّكِئاً عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: ثَلَاثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ: (٦) مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّداً رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ عَلَى اللَّهِ، وَاللَّهُ يَقُولُ: ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ﴾، ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ﴾، وَكُنْتُ مُتَّكِئاً فَجَلَسْتُ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْظِرِينِي وَلَا تَعْجَلِينِي أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾، ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ﴾، قَالَتْ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَأَلَ عَنْ هذَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِنَّمَا ذَاكِ جِبْرِيلُ مَا رَأَيْتُهُ فِي الصُّورَةِ الَّتِي خُلِقَ فِيهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُهُ مُهْبِطاً مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» (٧).

وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّداً كَتَمَ شَيْئاً مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ


(١) أي بالنبوة والرسالة.
(٢) فلا ينبغى لأحد ولو بلغ ما بلغ أن يفضل نفسه على يونس فإن درجة النبوة أعلى الدرجات فكيف بالرسالة، أو المراد لا ينبغي لأحد أن يفضل محمدا على يونس صلى الله عليهما وسلم وهذا قبل علمه بأنه أفضل الناس أو تواضع منه .
(٣) أولئك أي إبراهيم وإسحاق ومن ذكروا معهم، هؤلاء هم الذين هداهم الله واجتباهم فكانوا أعلاما لهداية الناس فاقتد بهم يا محمد أنت وأمتك.
(٤) فالأمر في اقتده للنبي ولأمته.
(٥) لا تدركه الأبصار أي لا ترى الأبصار مولانا جل شأنه أو لا تحيط به، وهو تعالى يدرك الأبصار أي رأها ويحيط بها، وهو اللطيف بخلقه الخبير بهم.
(٦) الفرية: كالقربة الكذب الشديد.
(٧) الظاهر أَنَّ هذه هي مرة الأفق المبين وهو بالبقيع في المدينة وقبلها المرة الأخرى عند سدرة المنتهى ليلة الإسراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>