(٢) وفى رواية: رأيت نورا. وقوله: أنى أي كيف أراه أي ما رأيته تعالى لأن النور شيء مخلوق والله تعالى ليس كمثله شيء، فصريح هذه النصوص أَن النبي ﷺ: ما رأى ربه فغيره من باب أولى. فالرؤية في الدنيا لم تقع لأحد، ولذا لما قال موسى ﵇ ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (١٤٣)﴾ وعلى هذا طائفة كبيرة من السلف والخلف، وقال ابن عباس والجمهور: إن النبي ﷺ رأى ربه ليلة الإسراء، وسيأتى الكلام على هذا أوسع في سورة النجم إن شاء الله. وهذا كله في الدنيا أما في الآخرة فحاصلة للمؤمنين باتفاق لقوله تعالى ﴿وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة﴾ وللأحاديث الآتية في صفة الجنة من كتاب القيامة إن شاء الله تعالى. (٣) إنا نأكل ما نقتل أي بالذبح ولا نأكل ما يقتل الله بأن مات وحده أي لأى شيء ذلك؟ فنزلت ﴿فكلوا مما ذكر اسم الله عليه﴾ أي عند الذبح ﴿إن كنتم بآياته مؤمنين﴾ إلى أن قال ﴿ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه﴾ بأن مات أو ذبح وذكر اسم الغير عليه ﴿وإنه لفسق﴾ أي الأكل منه ﴿وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم﴾ في تحليل الميتة ﴿وإن أطعتموهم إنكم لمشركون﴾ وتقدم الكلام على الذبح والتسمية في كتاب الصيد والذبائح. (٤) ﴿وعلى الذين هادوا﴾ =