للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : لَمَّا بَلَغ رَسُولُ اللَّهِ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى قَالَ: «انْتَهَى إِلَيْهَا مَا يَعْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ وَمَا يَنْزِلُ مِنْ فَوْقُ (١)»، قَالَ: فَأَعْطَاهُ اللَّهُ عِنْدَهَا ثَلَاثاً لَمْ يُعْطِهِنَّ نَبِيًّا قَبْلَهُ: فُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ خَمْساً، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِأُمَّتِهِ الْمُقْحِمَاتُ (٢) مَا لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئاً. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَمُسْلِمٌ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : رَأَى رَفْرَفاً أَخْضَرَ قَدْ سدَّ الْأُفُقَ (٣) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : الَّلاتَ وَالْعُزَّى كَانَ اللاَّتُ رَجُلاً يَلُتُّ سَوِيقَ الْحَاجِّ (٤). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

• عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ : ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ﴾ (٥). قَالَ النَّبِيُّ :

«إنْ تَغْفِرِ اللَّهُمّ تَغْفِر جَمَّا … وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا» (٦)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٧).

• وَعَنْهُ قَالَ: سَجَدَ النَّبِيُّ بِالنَّجْمِ وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ (٨).

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ فِيهَا سَجْدَةٌ وَالنَّجْمِ فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ وَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ إِلّا رَجُلاً رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا مِنْ تَرَاب، وَسَجَدَ عَلَيْهِ فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذلِكَ قُتِلَ كَافِراً (٩). رَوَاهُمَا الْبُخَارِيُّ. نَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ آمِين.


(١) علة التسمية. وسدرة المنتهى شجرة عظيمة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، فيها من كل فاكهة وما من قصر في الجنة إلا وفيه غصن منها، وفيها آيات كثيرة.
(٢) المقحمات الذنوب العظيمة.
(٣) الرفرف هنا البساط العظيم الحديث الحاكم: أبصر النبي جبريل على رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض.
(٤) قيل هذا الرجل عمرو بن لحي أو صرمة بن غنم كان يأت السمن والسويق عند صخرة ويطعمه الحاج فلما مات عبدوا ذلك الحجر إجلالا لهذا الرجل وسموه باسمه.
(٥) اللمم صغار الذنوب كالنظرة واللمسة والقبلة.
(٦) إن تغفر يا الله فاغفر جما أي غفرانا عظيما وأى عبد لك لا ألما وقع في اللمم، وهذا ليس إنشاء منه بل إنشاد لهذا البيت وهو لأمية بن الصلت فلا يعارض قوله تعالى ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ﴾.
(٧) بسند صحيح.
(٨) أي سجد الحاضرون كلهم تبعا له المسلون منهم اقتداء به، والمشركون منهم لوهمهم أن السجود للات والعزى، أو لمعارضة المسلمين بالسجود لآلهتهم.
(٩) هو أمية بن خلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>