(١) فإذا تجلى بنوره الذي هو نور فلا يمكن المخلوق رؤيته وإلا احترق للحديث السابق في آية الكرسي: حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، ولكنه تعالى تجلى لمحمد ﷺ بغير ذلك حتى رآه ﷺ. (٢) كبر برفع صوت وإخلاص حتى سمع صداه من الجبال. (٣) فلا تزهو علينا بسؤالي لك. (٤) الأول بسند حسن والثاني لا طعن فيه. (٥) رأى النبي ﷺ ربه بفؤاده وبصره مرتين لقوله ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ ما رآه وهو الله تعالى ﴿وَلَقَدْ رَآهُ﴾ أي النبي ﷺ رأى ربه ﴿نَزْلَةً أُخْرَى﴾ مرة أخرى في أول البعثة، وعلى هذا يكون معنى الآيات السالفة ما يأتي ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ أي تجلى الله تعالى بالقرب على محمد ﷺ حتى وصل إلى مكان لم يصل إليه مخلوق ﴿فَأَوْحَى﴾ أي الله تعالى ﴿إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ إلى عبده محمد ﷺ من العلوم والمعارف والأسرار ما لا يعلمه إلا الله جل شأنه، فابن عباس وأنس وكعب يقولون إن النبي ﷺ رأى ربه، وعلى هذا الجمهور. قال العارف البرعي ﵁: وإن قابلت لفظة لن تراني … بما كذب الفؤاد فهمت معنى فموسى خر مغشيًا عليه … وأحمد لم يكن ليزيغ ذهنا وأولوا نصوص نفي الرؤية برؤية الإحاطة أو على تلك الحال التي قالها ابن عباس وقال جماعة: إن الرؤية في الدنيا لم تقع لأحد الأحاديث الأول، والله أعلم وعلمه أكمل.