للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ وَهوَ فِي قُبَّةٍ يَومَ بَدْرٍ: «اللَّهُمَّ أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ تَشَأْ لَا تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ» (١)، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ وَهُوَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ (٢) فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ ﴿بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾ (٣). رَوَاهُمَا البُخَارِيُّ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ يُخَاصِمُونَ النَّبِيَّ فِي الْقَدَرِ فَنَزَلَتْ: ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ﴾ ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ (٤). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَمُسْلِمٌ.

• وَعَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ وَنَحْنُ نَتَنَازَعُ فِي الْقَدَرِ فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْنَتَيْهِ الرُّمَّانُ (٥) فَقَالَ: «أَبِهذَا أُمِرْتُمْ أَمْ بِهذَا أُرْسِلْتُ إِلَيْكُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حِينَ تَنَازَعُوا فِي هذَا الْأَمْرِ عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ أَلا تَتَنَازَعُوا فِيهِ (٦)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْقَدَرِ.


(١) إن تشأ هلاك جماعة المؤمنين هذه لا يعبدك أحد.
(٢) يقوم فيه.
(٣) وكان كذلك فهزموا وولوا على أدبارهم ذليلين.
(٤) في القدر بقولهم: إنه لا قدر؛ فنزلت ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ﴾ ويقال لهم ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ عذابها ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ خلقنا كل شيء بتقدير سابق عليه.
(٥) كأن في وجنتيه حبيبات زمان.
(٦) عزمت عليكم أي أمرتكم أمرا مؤكدا ألا تتنازعوا فيه بعد هذا فإنه سر مكتوم. وسبق هذا وافيًا في الإيمان بالقدر والله أعلى وأعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>