للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ (١) فَقَعَدَ عَلَى المِنْبَرِ فَكَبَّرَ (٢) وَحَمِدَ اللَّهَ ﷿، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ (٣) وَاسْتِيخَارَ المَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ (٤)، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ﷿ أَنْ تَدْعُوهُ وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ» ثُمَّ قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِك يَوْمِ الدِّينِ، لَا إِلهَ إِلا اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلهَ إِلا أَنْتَ الغَنِيُّ وَنَحْنُ الفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الغَيْثَ (٥) وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغاً إِلَى حِينٍ»، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ (٦) فَلَمْ يَزَلْ فِي الرَّفْعِ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَنَزلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَنْشَأَ اللَّهُ سَحَابَةً فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ (٧)، ثُمَّ أَمْطَرَتْ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَلَمْ يَأَتِ (٨) مَسْجِدَهُ حَتَّى سَالَتِ السُّيُولُ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ سُرْعَتَهُمْ إِلَى الكِنِّ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (٩) فَقَالَ: «أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ (١٠) رَوَاهُ أَبُو دَاودَ وَابْنُ حِبَّانَ وَالحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.


(١) فيه ندب الخروج لها حينئذ، ولأصحاب السنن: صنع النَّبِيّ في الاستسقاء كما صنع في العيد فهي كالعيد في تقديمها على الخطبة وعددها وتكبيرها إلا أنها لا وقت لها معين، ولكن لا تصلى في وقت الكراهة وأولى قريبا من الضحى كالعيد.
(٢) كتكبير خطبة العيد.
(٣) قحطها.
(٤) واستيخار أي تأخر، وإيان بكسر فتشديد أي وقت.
(٥) المطر الذي يغيث العباد.
(٦) يدعو ويضرع إلى ربه.
(٧) بفتح الراء فيهما، أي معها رعد وبرق.
(٨) أي النَّبِيّ .
(٩) سرورًا بإجابة دعوته، وعجبًا منهم حيث طلبوا الغيث، فلما نزل هربوا منه.
(١٠) حقا يجيب دعوتي ويفرج كربتي سريعا. ولأبي داود: كان النَّبِيّ إذا استسقي قال: اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت، والمطلوب التضرع إلى الله تعالى في نزول المطر بأي أسلوب كان من الإمام، ومن القوم، وعمل كل خير من استغفار، وصدقة، ومصالحة أعداء، وصيام ثلاثة أيام قبل خروجهم، فذلك أرجى للقبول.

<<  <  ج: ص:  >  >>