للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ يَبْعَثَكَ قَالَ: فَذَرْنِي حَتَّى أَمُوتَ ثُمَّ أُبْعَثَ فَسَوْفَ أُوتَى مَالاً وَوَلَداً فَأَقْضِيَكَ فَنَزَلَتْ: ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً (١)﴾ ﴿أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً﴾ رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً (٢)﴾ ﴿إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً﴾.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى شَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ وَما يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتِّمَنِي وَتَكَذِّبَنِي وما يَنْبَغِي لَهُ. أَمَّا شَتْمُهُ فَقَوْلُهُ إِنَّ لِي وَلَداً، وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ فَقَوْلُهُ لَيْسَ يُعِيدُنِي كَمَا بَدَأَنِي (٣)». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْداً نَادَى جبْرِيلَ إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ فَلَاناً فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُنَادِي فِي السَّمَاءِ ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ الْمَحَبَّةُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ (٤) فَذلِكَ قَوْلُهُ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (٥)﴾ وَإِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْداً نَادَى جِبْرِيلَ إِنِّي قَدْ أَبْغَضْتُ فُلَاناً فَيُنَادِي فِي السَّمَاءِ ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ (٦)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالشيْخَانِ (٧).


(١) ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا﴾ وهو العاصى السهمي ﴿وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا﴾ في الآخرة إن كانت؛ فرد الله عليه بقوله ﴿أَطَّلَعَ الْغَيْبَ﴾ بأنه سيعطى في الآخرة المال والولد ﴿أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾ بإعطائه ذلك ﴿كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا﴾ تزيده بقوله هذا عذابا فوق عذاب كفره.
(٢) ﴿وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا﴾ لا يليق به ذلك ﴿أَنْ﴾ ما ﴿كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾ ذليلا خاضعًا في الآخرة حتى من زعموا أنهم أبناء الله كعزير وعيسى ﴿لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا﴾ أي أحاط علمه بهم من كل الوجوه.
(٣) والله تعالى يقول ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ﴾، وسبق هذا في تفسير سورة البقرة.
(٤) فينادي أي جبريل في السماء بقوله: إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء والأرض.
(٥) يحبهم ويحبب فيهم عباده، نسأل الله أن نكون منهم.
(٦) فمحبة الناس لبعض العباد وكذا بعضهم الآخرين من الله تعالى، نسأل الله كامل المودة.
(٧) ولكن الترمذي هنا وسيأتي في البر والأخلاق إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>