للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْبَقَاءَ لَمَاتُوا فَرَحاً، وَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ قَضَى لِأَهْلِ النَّارِ الْحَيَاةَ فِيهَا وَالْبَقَاءَ لَمَاتُوا تَرَحاً أَيْ حُزْناً».

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيَّاً * وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً (١)﴾.

• عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَمَّا عُرِجَ بِي رَأَيْتُ إِدْرِيسَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِجِبْرِيلَ: «مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا» فَنَزَلَتْ: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذلِكَ (٢)﴾. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ.

قَالَ السُّدِّيُّ: سَأَلْتُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيَّ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا﴾ فَحَدَّثَنِي أَن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ ثُمَّ يَصْدُرُونَ بِأَعْمَالِهِمْ فَأَوَّلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ ثُمَّ كَالرِّيحِ ثُمَّ كَحُضْرِ الْفَرَسِ ثُمَّ كَالرَّاكِبِ فِي رَجِلِهِ ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُلِ ثُمَّ كَمَشْيهِ (٣)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.

قَالَ خَبَّابٌ : كُنْتُ قَيْناً بِمَكَّةَ (٤) فَعَمِلْتُ لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ سَيْفاً فَجِئْتُ أَتقَاضَاهُ فَقَالَ: لَأَ أُعْطِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ قُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَكْفرُ حَتَّى يُمِيتَكَ اللَّهُ


= حسرة لا حسرة بعدها وهو يوم ذبح الموت ﴿وَهُمْ﴾ كفار مكة ﴿فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ وهذا الذبح وهذا النداء إذا استقر أهل الجنة فيها وأهل النار فيها وخرج منها العصاة الموحدون وبقى أهل النار الخالدون فيقال يا أهل الجنة: خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت. فلو مات أحد من شدة الفرح لمات أهل الجنة ولو مات أحد من شدة الحزن لمات أهل النار، نعوذ بالله منها.
(١) إدريس هذا لقبه لأنه كان كثير الدراسة فيما نزل عليه وهو ثلاثون صحيفة واسمه اخنوخ بن شيث ابن آدم ، وهو جد النوح لأنه ابن لمك بن متوشلخ بن إدريس عليهم رفيع السلام: والمكان العلى هو السماء الرابعة، وإدريس أول من خط بالقلم وخاط الثياب واتخذ السلاح وقاتل الكفار ونظر في علم النجوم والحساب.
(٢) ﴿لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا﴾ من أمور الآخرة ﴿وَمَا خَلْفَنَا﴾ من أمور الدنيا ﴿وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ﴾ من هذا الوقت إلى قيام الساعة أي يعلم الله ذلك كله فلو أمرنا بالنزول إليك ما تأخرنا.
(٣) حضر الفرس شدة عدوه، والراكب في رجله الفارس وشدة الرجل عدوه.
(٤) قينا: أي حدادا، أصنع السيوف والمدى ونحوها.

<<  <  ج: ص:  >  >>