للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا مِنْ مَوْلودٍ يُولَدُ إِلا نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ (١) فَيَسْتَهِلُّ صَارِخاً مِنْ نَخْسَةِ الشّيْطَانِ إِلا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ». قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَأُوا إِنْ شِئْتُمْ ﴿وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ» قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلاتٍ (٢) وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ فَلَيْسَ بَيْنَنَا نَبِيٌّ». وَفِي رِوَايَةٍ: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسى ابْنِ مَرْيَمَ الْأَنْبِيَاءُ أَوْلَادُ عَلاتٍ ولَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ». رَوَاهُمَا الثَّلَاثةُ (٣).

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «رَأَى عِيسى رَجُلاً يَسْرِقُ» فَقَالَ لَهُ: سَرَقْتَ، فَقَالَ: «كَلا وَالَّذِي لَا إِلهَ إِلا هُوَ»، فَقَالَ عِيسى: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ نَفْسِي (٤). رَوَاهُ مُسْلِمٌ. نَسْأَلُ اللَّهَ كَمَالَ الْإِيمَانِ آمِين.


(١) فكل مولود ينزل من بطن أمه ينخسه الشيطان أي بطعنه في خاصرته فيصرخ إلا عيسى وأمه فذهب يطعن فمنعه الحجاب إجابة لدعوة أم مريم ﴿وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ ومثل عيسى وأمه جميع الأنبياء لقوله تعالى ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾.
(٢) الأنبياء إخوة من علات جمع علة وهي الضرة لأنها تتعلل من ضرتها، وأمهاتهم شتى ودينهم واحد بيان لذلك فالأنبياء إخوة لأنهم أولاد آدم ودينهم واحد وهو الإسلام وإن تفاوتت أمهاتهم ونبينا محمد أولى الناس بعيسى لأنه أخوه وليس بينهما نبي.
(٣) ولكن مسلم هنا والبخاري في بدء الخلق.
(٤) أي صدقت من حلف بالله وكذبت نفسي فيما ظهر لي لاحتمال أنه محق في ذلك، وهذه مسارعة إلى الإيمان بالله والحلف به لكثرة إيابه إلى ربه واستغراقه في جلاله وجماله نسأل الله ذلك آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>