للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَعْدَهُ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ عُثْمَانُ . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالطَّبَرَانِيُّ وَزَادَ: فَيَسْمَعُ النَّبِيُّ ذلِكَ فَلَا يُنْكرُهُ.

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَعِدَ أُحُداً وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانَ فَرَجَفَ بِهِمْ فَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ (١). رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إِلا مُسْلِماً.

وَقِيلَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيَ : مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُكَلِّمَ عُثْمَانَ فِي أَخِيهِ الْوَلِيدِ (٢) فَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِيهِ فَقَصَدْتُ لِعُثْمَانَ حِينَ خَرَجَ لِلصَّلَاةِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً وَهِيَ نَصِيحَةٌ لَكَ قَالَ: يأَيُّهَا الْمَرْءُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ (٣) فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمْ فَجَاءَ رَسُولُ عُثْمَانَ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مَا نَصِيحَتُكَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ وَكُنْتَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ فَهَاجَرْتَ الْهِجْرَتَيْنِ (٤) وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ وَرَأَيْتَ هَدْيَهُ وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي شَأَنِ الْوَلِيدِ (٥) قَالَ: أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ ؟ قُلْتُ: لَا ولكِنْ خَلَصَ إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ مَا يَخْلُصُ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا (٦)، قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَآمَنْتُ بِمَا بُعِثَ بِهِ وَهَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ كَمَا قلْتَ وَصَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَبَايَعْتُهُ فَوَاللَّهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ


(١) فالنبي صعد على جبل أحد هو وأبو بكر وعمر وعثمان فاهتز الجبل فرحًا بهم فأراد النبي أن يبين لأصحابه أنها ليست هزة غضب كرجفة الجبل بقوم موسى بل هزة فرح وسرور بهم فضرب برجله على الجبل وقال: اثبت يا أحد فإنما عليك نبي وصديق وهو أبو بكر وشهيدان وهما عمر وعثمان، ففيه معجزة للنبي لأنه إخبار بغيب قد وقع بعد هذا.
(٢) الوليد كان أخًا لعثمان من أمه وكان قد ولاه الكوفة بعد فصل سعد منها فأكثر الناس من الطعن فيه لارتكابه وزادوا في الكلام على عثمان لسكوته عنه.
(٣) أجابه بذلك لأنه ظن أنه سيكلمه بغير ذلك فيحزنه.
(٤) هما هجرة الحبشة وهجرة المدينة.
(٥) بسبب سوء سيره وعدم إقامة الحد عليه. والرضا بالمنكر قبيح.
(٦) أي وصل إلى شرعه وهديه كما وصل إلى العذراء من وراء الحجاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>